إلى متى يا أمريكا؟ إلى متى؟
الإمبراطوريات تموت. بعضها يموت فجأة، عبر هزائم وكوارث ودمار. ومعظمها يموت على مراحل، على مدى سنوات أو عقود. انهيارنا الخاص- الذي سيكون مبكراً بالنسبة لفانتازيا «القرن الأمريكي الجديد»- لن يكون استثنائياً... خلافاً لغطرستنا.
عندما تؤدي الإصابة الإنسانية إلى الدخول في كوما، يتم تقييم حالة المريض من خلال حركة العين، وقدرة الصوت والحركة، التي تشير إلى ما إذا كان الموت وشيكاً أم لا. لا يمكن التنبؤ بالنسبة للإمبراطوريات، لكن ثلاثة معايير تبدو محددة تماماً: ازدياد العسكرة، إفلاس الدولة، واللاعدالة على مستوى الاقتصاد.
لدينا ازدياد عسكرة واضح، وسخيف، وغير قابل للتغيير: اقتصادنا الإجرامي يتطلب ذلك بشدة. أمريكا تهاجم، وتغزو، وتدمر، كي تستطيع آلة حربنا المجرمة أن تغذي نفسها على الثروات المستخرجة- من دمنا ونخاعنا.
دولتنا مفلسة تماماً، قائمة على القروض. ومنذ تسعة أعوام، التفاوت الاقتصادي في مستوى لا مثيل له في أية إمبراطورية، والمفاصل المالية كلها تعمل على زيادة ذلك.
وبعد ذلك، هل انتهى كل شيء بالنسبة لأمريكا باستثناء الصراخ؟ أو هل يمكن أن تستمر هذه الحالة المتخبطة بشكلٍ سخيف؟ ربما يمكن، إلى أن تخرج البجعة السوداء من الظلام، وتجتاح الهيكل كله بعيداً...
قد تكون الميزة الفريدة لإمبراطوريتنا هي التباين المذهل بين قوتها المادية الثقيلة، وبلاهة مالكيها من البشر. أينما نظر المرء في الطبقة الرفيعة من السلطة الأمريكية، وعوضاً عن الحكمة والنزاهة، لن يجد إلا الفراغ المسعور أو التهريج.
اسمعوا! هذا الصوت الذي نسمعه خلف غباء الأخبار المزيفة الرسمية، ليس إلا قعقعة الأرض في لحظات الزلزال الإمبراطوري...
بول إدوارد- 2 تشرين أول 2017
ترجمة قاسيون