تدمر و تأكيد المؤكد !
كفاح سعيد كفاح سعيد

تدمر و تأكيد المؤكد !

تؤكد التقارير الإخبارية إلى أن تجميع بقايا داعش، واحتلال تدمر مجدداً، ما كان له أن يتم لولا التسهيلات الأمريكية، حيث تم فسح المجال أمام الدواعش للانسحاب المنظم من العراق باتجاه سورية، وبالتوازي مع ذلك، التباطؤ المقصود في معركة الرقة، وترك ممرات للإرهابيين للتوجه نحو تدمر، ناهيك عن استمرار الرفض الأمريكي منذ البداية للتنسيق مع الجانب الروسي في الحرب على الإرهاب.

 

إن محاولة إعادة «داعش» أمريكياً بهذا الزخم إلى الميدان السوري، يؤكد جملة حقائق:

-الإفلاس السياسي، والأخلاقي، للإدارة الأمريكية، بدلالة لجوئها إلى داعش - بكل ما تعنيه - لتحقيق أهدافها في الميدان السوري، بعد أن تكاد تخسر« حلب» الورقة التي تلعب بها، للتأثير في  مجريات الأزمة السورية.  

-إن لجوء واشنطن، إلى فزاعة داعش مرة أخرى، وبهذا الشكل المفضوح، يعني بأنها في مأزق، وبأنها فقدت أدواتها الأخرى، بما فيها قدرة حلفاءها الإقليميين في تركيا والسعودية على التحكم بالميدان السوري.

-إن «الحرب على الإرهاب» بمنطق الإدارة الأمريكية الحالية، يعني توظيف العملية لخلط الأوراق، واستنزاف الخصوم، وابتزازهم. 

-من أحد أهم دروس تطور الأوضاع في تدمر، بعد العودة المؤقتة لداعش، ضرورة الإسراع في البدء بالحل السياسي للأزمة السورية بكل مفرداته، على أساس القرارات الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2254، باعتباره بوابة تغيير التوازنات المحلية القلقة باتجاه توحيد بنادق السوريين ضد الإرهاب، و كونه يؤمن إمكانية القضاء عليه نهائياً، بالتكامل مع دعم حلفاء سورية، ويفتح الطريق على التغيير الوطني الديمقراطي الجذري المطلوب.

- إن احتلال مدينة تدمر مجدداً من قبل داعش، لا يغير من حقيقة تراجع دوره، ودور أشباهه من الجماعات الإرهابية، وانكفاءهم على المستوى العام في سورية، وخصوصاً بعد أن أشرفت معركة استعادة حلب على الانتهاء، بما تعنيه من مكانة اقتصادية وسياسية وجغرافية في الدولة السورية، وبما تمثله من ساحة صراع بين مشروعين دوليين: مشروع يتقدم على المستوى الدولي بالملفات الاستراتيجية، الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ومشروع يتراجع بالمعنى الاستراتيجي، وإن استطاع أن يحدث خرقاً جزئياً هنا أو هناك.

 

آخر تعديل على الأربعاء, 14 كانون1/ديسمبر 2016 12:54