«سندات حجاب» قصيرة الأجل!
اجتمع مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، يوم الاثنين الماضي، 1 آب، كل من رياض حجاب منسق «الهيئة العليا للمفاوضات»، وأنس العبدة رئيس «الائتلاف».. وأصدرت الهيئة خبراً صحفياً عن اللقاء شفعته بمجموعة من صور «اللقاء الودّي» بما يشتمله ذلك من ابتسامات ومصافحات حارة..
تبدو رسالة هذا اللقاء واضحة للوهلة الأولى، فتركيا التي اجتازت –وإن مؤقتاً- انقلاباً فاشلاً، تعيد التأكيد على موقفها من الأزمة السورية، والذي تمثل بدعم مستمر لجهة معارضة بعينها بالتوازي مع دعم مفتوح لمجموعات مسلحة من طراز محدد على رأسها النصرة وأحرار الشام، وداعش أيضاً، وإن بشكل غير مباشر.
كذلك قد تبدو الأمور لمن يعالجها استناداً للماضي! ولكن نظرة أعمق قليلاً تفضح المسألة، فاللقاء الموعود بين الرئيسين التركي والروسي، يوم التاسع من الشهر الحالي، سيكون يوماً كبيراً بما يخص الأزمة السورية..
تركيا التي باتت قواها السياسية أضعف بعد الانقلاب، كل منها على حدا، وكلها مجتمعة، تركيا هذه باتت محكومة بالانكفاء نحو الداخل، ومحكومة موضوعياً بالاستدارة نحو الشرق، ولم تعد قادرة على متابعة تدخلاتها في سورية، وهي الآن مضطرة لدخول سريع في مرحلة «تشطيب» أعمالها في سورية..
ولكن أردوغان الذاهب إلى بوتين في التاسع من الشهر الحالي، يعلم تمام العلم أنّ استعادة الثقة بين روسيا وتركيا هي كما قال لافروف «رهن تقدم الدولتين في اتجاه العمل المشترك في القضايا الثنائية وعلى مسار التسوية السورية».. وهو لذلك بحاجة إلى بعض «السندات السورية» القابلة للبيع، ويبدو أن اللقاء الذي أشرنا إليه في البداية مع حجاب والعبدة هو إحدى هذه السندات التي ربما تدخل التاريخ من باب «أقصر السندات أجلاً»..