الصحافة "الليبرالية" الروسية تنافح الكرملين ولا تهوى العرب
عام مر على إقرار الدوما (مجلس النواب الروسي) قانونا بتحديد حجم المشاركة الأجنبية في أسهم وسائل الإعلام الروسية.
بيد أن هذا القانون لم ينجح في ضبط الإعلام "الليبرالي" الروسي، الذي يصفه المفكر "الإسرائيلي" إسرائيل شامير، بالأداة الطيعة بيد الطابور الخامس، الذي يعمل ضد مصالح روسيا الوطنية.
ولا يزال بعض الصحفيين "الليبراليين" يسمون عودة القرم إلى الوطن الأم احتلالا، كما فعل مقدم البرامج في إذاعة "صدى موسكو" ماتفيي غانابولسكي مؤخرا في تعليقه على قطع السلطات الأوكرانية الكهرباء عن شبه الجزيرة الروسية، ويسمون العملية العسكرية الروسية في سوريا عدوانا، ذلك رغم تأييد نحو 90% من المواطنين الروس لسياسة الرئيس فلاديمير بوتين.
يجب القول إن "الليبراليين" الروس وجلهم من اليهود، بدأوا بالسيطرة على وسائل الإعلام السوفياتية في عهد الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، عندما أصبح يغور ياكوفليف في العام 1986 رئيسا لتحرير صحيفة "أنباء موسكو"، التي كانت تُطبع في 54 بلدا بلغات العالم الرئيسة، وقد ألغى ياكوفليف نسختها العربية في العام 1991، معلنا أن الاتحاد السوفياتي لا يحتاج إلى صحيفة سوفياتية باللغة العربية.
وأحكم رجال الأعمال اليهود قبضتهم على وسائل الإعلام الروسية في عهد الرئيس بوريس يلتسين، حيث أنشأ إمبراطور الإعلام الروسي والإسرائيلي فلاديمير غوسينسكي إذاعة "صدى موسكو" العام 1990 وغيرهما من وسائل الإعلام.
أما الأوليغارشي اليهودي الراحل بوريس بيريزوفسكي، فاستولى على 49 في المئة من أسهم القناة التلفزيونية الحكومية الروسية الأولى، وكذلك على قناة "تي في-6" التلفزيونية وصحف "كوميرسانت" و"نيزافيسيمايا غازيتا" و"نوفيي إزفيستيا"، إضافة إلى مجلات "أوغونيوك" و"فلاست" و"دينغي" وغيرها.
واستولى آخرون مثلهما على وسائل الإعلام الروسية بأسعار بخسة وقروض حكومية، بينما كانت العصابات الروسية تتنازع على موطئ قدم لها في المطاعم والملاهي.
وبعد هروب طاغوتي المال هذين، إثر اعتلاء فلاديمير بوتين سدة الرئاسة العام 2000، بادر رجال الأعمال الموالين للكرملين إلى شراء معظم وسائل الإعلام الروسية، لكن صانعي الأخبار، الذين تربوا على يدي غوسينسكي وبيريزوفسكي، لم يبارحوا أماكنهم. وهم لا يكفون عن الترويج لما يعتبرونه قيما غربية والحط من قدر المقدسات الروسية. وتصبح مهاجمة العرب ميزة ثقافية جديدة في المجتمع الثقافي المخملي الروسي. ولا تكتمل أي فعالية إعلامية عادة إلا بحضور المستعربيْن اليهودييْن يفغيني ساتانوفسكي وغيورغي ميرسكي ومعهما ألكسندر شوميلين.
وقد بلغ الغرور بـ"ليبراليي" روسيا حدا دفعهم في العام الماضي إلى ترشيح صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المعارضة، التي تهاجم القيادة الروسية ليل نهار، إلى جائزة نوبل للسلام.
وإضافة إلى "نوفايا غازيتا"، التي ظهرت عام 1993 في عهد "انبطاح" يلتسين الأسطوري أمام الغرب، وكانت تصدر بالتعاون مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، توجد إذاعة "صدى موسكو"، التي تمولها شركة "غاز بروم" الروسية شبه الحكومية، ولا تستطيع التأثير فيها. وعلى الرغم من أن بوتين سماها "إذاعة الأعداء"، فإنه أيضاً لا يريد التأثير فيها، وتقوم هذه الإذاعة بدورها البغيض، بالترويج في روسيا لسياسة اليمين الإسرائيلي، وتنعت "حماس" و"حزب الله" بالإرهاب.
وهناك قناة "دوجد" التلفزيونية، التي لم تخجل من إجراء استطلاع للرأي مطلع العام الماضي حول مدى صحة رفض تسليم لينينغراد للنازيين في الحرب العالمية الثانية، وقد دعمت القناة التاسعة الإسرائيلية زميلتها الروسية بإجراء استطلاع بين الإسرائيليين حول الهولوكوست. ولو لم يدافع بوتين بنفسه عن القناة الروسية، لأصبحت في خبر كان، فالكرملين لا يريد قمع الصحافة الروسية، لأنها لا تستطيع على أي حال تغيير موازين القوى في روسيا.
أما بالنسبة إلى تلك المعادية للعرب، فيكرر المسؤولون الروس في أحاديثهم الخاصة أن على العرب أنفسهم أن يحذوا حذو الإسرائيليين، ويفعِّلوا نشاطهم الإعلامي في روسيا. وفي هذا الإطار، أكد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" النائب الروسي السابق شامل سلطانوف أثناء لقاء له مع عدد من السفراء العرب في موسكو أن سفير إسرائيل يعمل بجد ونشاط، وهو "يساوي عشرة سفراء عرب".
المصدر: موقع روسيا اليوم