موقع "روسكايا بلانيتا" يفند مزاعم الغرب حول المشاركة المباشرة لروسيا بالحرب في سورية
نشر موقع "روسكايا بلانيتا" مقالة فند فيها المزاعم الغربية حول المشاركة المباشرة لروسيا بالحرب في سورية مشيرا إلى أن هذه المزاعم تشوه ما أدلى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقل الموقع أن وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بدأت تنشر بنشاط أنباء عن مشاركة القوات العسكرية والطائرات الروسية في القتال ضد "الدولة الإسلامية" إلى جانب القوات الحكومية في سورية. وفي الأول من أيلول الجاري زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بدء "التدخل العسكري الروسي في سورية" مشيرة إلى وصول الطائرات الروسية المقاتلة والمروحيات القتالية والمدربين العسكريين والطيارين الروس إلى سورية. وفي الرابع من الشهر الجاري ظهرت أنباء عن أن الجيش السوري بدعم من مدفعية الكتيبة العسكرية الروسية وسع سيطرته على الأراضي الواقعة على مقربة من ميناء اللاذقية في الشمال. وردا على هذه المزاعم قال الكرملين إن الشائعات حول مشاركة مزعومة من الجانب الروسي في قصف مواقع ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" في سورية لا يمكن الوثوق بها إلا أن الحملة الإعلامية الموجهة نحو أهداف محددة مازالت جارية بهمة ونشاط.
وأضاف الموقع إن الصحفيين المشاركين في هذه الحملة يستندون إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أدلى بها في الرابع من أيلول الحالي وكأنه أكد فيها التدخل العسكري الروسي في الصراع السوري. ولكن في الواقع كان هناك تحريف لكلام الرئيس الروسي الذي أوضح من خلاله في مقابلة صحفية فقط إمكانية انضمام روسيا إلى تحالف دولي ضد داعش حيث أشار بوتين إلى أن تدابير التحالف العسكري الأمريكي ضد داعش ليست فعالة قائلا "إن سلاح الجو الأمريكي يقوم بتوجيه بعض الضربات في حين أن فعالية هذه الضربات الجوية ليست عالية ولكن الحديث عما نحن مستعدون فعله اليوم هو حديث سابق لآوانه إذ أننا نقدم بالفعل لسورية بما فيه الكفاية من الدعم الجدي والتقنيات والتدريب العسكري والأسلحة ولدينا مع سورية عقود كبيرة تم توقيعها قبل خمس أو سبع سنوات خلت ونحن نتقيد بتنفيذها بشكل كامل".
وفيما يتعلق بواشنطن الرسمية فإن المسؤولين فيها لم يؤكدوا صحة هذه الأنباء ولكنهم أعربوا عن قلقهم إزاء مضمونها حيث قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لقد رأينا التقارير الصحفية التي تفيد بأنه من المحتمل أن روسيا تقوم بنقل جنود أو طائرات عسكرية إلى سورية ونحن نتابع عن كثب هذا الموضوع وإننا على اتصال مع شركائنا في المنطقة للحصول على مزيد من المعلومات" في حين سارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الاتصال هاتفيا في الخامس من أيلول الحالي بنظيره الروسي سيرغي لافروف حيث أعرب خلال المحادثة الهاتفية عن قلقه من أنه إذا كانت هذه الشائعات صحيحة فإنها قد تؤدي إلى تصعيد الصراع السوري إذ أن المسؤولين في الخارجية الأمريكية يعتبرون أن تقديم أي مساعدات بما في ذلك العسكرية لدمشق يؤدي إلى نتائج عكسية.
ومن جانب آخر أكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية في السابع من أيلول الجاري أن التعاون بين موسكو ودمشق لتسوية الأزمة السورية لا يزال مستمرا ولكنه نفى ما إذا كانت لديه معلومات عن رفع روسيا لحجم مساعداتها العسكرية لسورية مشيرا إلى أن رئيس الدولة أجاب في الأسبوع الماضي على هذا السؤال ومضيفا "أنا لا أستطيع أن أقول أكثر مما قاله الرئيس".
وشدد الموقع أن روسيا لم تخف أبدا أنها تزود الحكومة السورية بالمعدات العسكرية لمكافحة المتطرفين الراديكاليين وهذا ليس سرا أو خبرا جديدا ولكن لماذا كل هذا الاهتمام اليوم بهذه الحقيقة في الوقت الذي يتخيل الغرب فيه أن الجيش الروسي موجود في دونباس / جنوب شرق أوكرانيا/ ولكن لا يوجد لديهم أي أدلة قاطعة على ذلك سوى تلك الادعاءات الفارغة على الرغم من أنه ليس واضحا من أين جاؤوا بمعطيات لا مصدر لها. إن هذا السيناريو أصبح مألوفا والهدف منه أيضا ليس جديدا ويرمي إلى محاولة أخرى لإضعاف روسيا ووضعها مرة أخرى في موقع المعتدي وإلى محاولة جرها إلى مغامرة جديدة. لكن، وكما أوضحت الأزمة السورية في السنوات السابقة والتطورات الأخيرة في منطقة دونباس إن روسيا لن تنجر إلى هذه المغامرة كما أنها لن تضحي بمصالحها الخاصة ومصالح حلفائها أبدا.
وأشار الموقع إلى أن رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" إيغور كوروتشينكو كان أكد لموقع "روسكايا بلانيتا" أنه لا يوجد أي قوات روسية في سورية إذ أن روسيا تزود سورية بالأسلحة وهذا ليس محظورا من قبل أي التزامات دولية حيث أن مجلس الأمن الدولي لم يفرض أي عقوبات ضد سورية تمنع توريد الأسلحة إليها مؤكدا أن روسيا لا تحارب في سورية "وهذا مستبعد كليا لذلك إن مجمل هذه التقارير يسودها طابع المتاجرة وإنها لا تستند إلى وقائع حقيقية ومن المستبعد أيضا أن يشارك الجنود الروس بالحرب في سورية" مضيفا "إن تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" هو منتج أمريكي لذا يجب على الولايات المتحدة قبل غيرها أن تقدم أرواح جنودها ثمنا لمغامراتها الدموية".