20 عاماً على رحيله.. جميل حتمل: الحلم المخذول
عندما رآه الشاعر عباس بيضون في إحدى دورات مهرجان «جرش» في الأردن، كتب أنه «كان يمشي على قلبه».
عندما رآه الشاعر عباس بيضون في إحدى دورات مهرجان «جرش» في الأردن، كتب أنه «كان يمشي على قلبه».
إنها الذكرى السابعة لغياب سركون بولص (1944 – 2007)، ولكن هذا ليس مناسبةً لتجديد رثائه. لا يحتاج الشاعر العراقي الذي عاشت تجربته على حدة في خريطة الشعر العربي إلى مناسبة حصرية لكي يكون شعره متداولاً بيننا.
حين كتب أنسي الحاج (1937 ـ 2014) باكورته «لَنْ» (1960)، كان الحرف الذي في العنوان يعني نوعاً من الامتناع أو الرغبة في التوقف عن الاستمرار في كتابة ما يُكتب. وكان في ذلك نوع من الازدراء للجملة العربية التقليدية. كان «لن» حرفاً واحداً ومتفرّداً وصادماً، وكان الحرف الواحد الوحيد المنقطع عما يليه تأويلاً للرفض ومديحاً له، تأويلاً للتلعثم والركاكة ومديحاً لهما أيضاً.
عاش جوزف حرب (1944 ـــ 2014) بين الإيقاعات والقوافي. كانت قصيدته نوعاً من الدندنة أو التقاسيم على الأوزان الكلاسيكية ومجزوءاتها وتفعيلاتها، وكانت الكلمات تأتيه موزونة أو شبه جاهزة لتدخل في شعره بسلاسة ويُسر، وكان هو منشداً وعازفاً داخل معجمه اللغوي الخصب والمفتوح على موضوعات الطبيعة والحب والطفولة والمرأة. الغنائية جعلت قصيدته قابلة للتلحين والغناء، وحظيت بعض قصائده بنوع من الخلود حين غنتها فيروز.
أحياناً يصعب تحديد نوع الخسارة وحجمها في رحيل بعض الأسماء. هذا ما نحسّه بوفاة الناقد الفلسطيني يوسف سامي اليوسف (1938 ــ 2013) الذي يمكن وصف جهده النقدي بالهامشي قياساً على عمقه وخصوصيته وأصالته.