يردّون الاعتبار لعبد الكريم قاسم 

 أعاد البغداديون الاعتبار للضابط الوطني العراقي وقائد الثورة التي أسقطت في 14 تموز 1958 الحكم الملكي في العراق، عندما رفعوا صورته فوق قاعدة تمثال في ساحة وسط بغداد وكتبوا عليها بالدهان الأحمر: «سامحنا يا زعيمنا، آن الأوان لنرد لك الاعتبار» والاستعدادات جارية حالياً لإقامة احتفال شعبي ضخم إحياء لذكراه في الساحة  ذاتها.

ويشكل رد الاعتبار لعبد الكريم قاسم نذير شؤم للغزاة الأمريكيين والبريطانيين في العراق، فهو الذي قاد اسقط الحكم الملكي الموالي لبريطانيا، وأقام نظاماً جمهورياً محله، وأمم النفط وأنهى سيطرة شركة البترول البريطانية (بي.بي.سي) على مصادره العراقية، كما أن صوره عادت لتنتشر في أسواق المدن العراقية، وأخذت الصحف المحلية تنشر مقالات وصفت الرجل فيها بـ«الشهيد».

وكانت خطوتا قاسم تأميم النفط والتعاون مع الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان آنذاك أكبر الأحزاب السياسية في العراق وأقواها، وضم ممثليه إلى الحكومة التي شكلها، ولدتا عداوة شديدة له في بريطانيا والولايات المتحدة، ويعتقد كثيرون أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت وراء الانقلاب الذي جرى في شباط 1963 وأدى إلى مصرعه وإعادة العراق إلى أسوأ حكم ديكتاتوري دموي استمر حتى سقوط صدام حسين.

وكان قاسم قد بادر إبان حكمه إلى إجراء إصلاحات عدة، فوضع نظام ملكية جديد للأراضي، ورفع مستوى معيشة الفلاحين وأشرك في الحكم لأول مرة في تاريخ العراق الحديث الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان.

 

ويذكر كريم الشيخ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد بأن عبد الكريم قاسم ظل حتى آخر يوم من حياته ينام على سرير عسكري، وبعد مصرعه وجدوا أن كل ما معه 15 ديناراً مودعة في أحد المصارف.