مؤتمر باريس يقدم للعراق مساعدات عسكرية مناسبة
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن تنظيم «داعش» ليس بدولة ولا يمثل الإسلام، وإنما تنظيم بالغ الخطورة أجمع جميع المشاركين في مؤتمر باريس على القضاء عليها.
وقال فابيوس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري عقب المؤتمر الدولي "السلام والأمن في العراق" إن "محاربة هذا التنظيم بشكل فعال تتطلب الوقت والتنسيق بين جميع المعنيين، وهناك إجراءات عسكرية قد تتفاوت حسب الدول، ويجب أن نحدد هذه الإجراءات وأن نوقف تمويله".
وأكد أن تهديد الجماعات الإرهابية لا يقف عند أي حدود، مشيرا الى أن المشاركين اتفقوا على تقديم "مساعدة عسكرية مناسبة" لبغداد لمحاربة متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.
من جهته صرح الجعفري بأنه "رغم تعدد الدول والمشاركين في المؤتمر فإن الخطاب كان موحدا وركزت مفرداته على خطر داعش".
ولفت إلى أن المجتمعين ركزوا على "التحركات العملية في محاربة "داعش" وأشعروننا بأننا لسنا وحدنا في مواجهته".
وذكر أن هناك ثلاث طرق لمحاربة هذا التنظيم تتمثل بالنواحي الأمنية والعسكرية أولا، ومن ثم الناحية المالية وأخيرا الإنسانية.
هذا وانطلقت صباح الاثنين 15 سبتمبر/أيلول في باريس أعمال المؤتمر الدولي "السلام والأمن في العراق" حيث بحث المشاركون تفاصيل مساعدة هذا البلد في التخلص من تنظيم "الدولة الاسلامية".
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي افتتح المؤتمر إلى جانب الرئيس العراقي فؤاد معصوم قال في كلمة افتتاحية إن منح العراق الدعم في التصدي لخطر هذا التنظيم هو الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر
وأكد هولاند أن "خطرا بالغ الأهمية يلقي بظلاله على العراق والمنطقة والعالم بأسره، ولا يمكن أن نضيع الوقت"، مضيفا أن "مساعدة العراق يجب أن تكون انسانية أولا اذ تعرض حوالي مليوني شخص الى التهجير".
وأضاف: "يجب أن نكون فاعلين في تحركنا، ومن أهداف المؤتمر أيضا هو جمع الأموال من الدول المشاركة لتأمين وصول المساعدات الانسانية".
وأكد الرئيس الفرنسي أن "العراق بحاجة أيضا الى دعم عسكري، ولا بد لأصدقاء العراق أن ينسقوا جهودهم لتلبية طلب السلطات العراقية في مساعدتها" مشيار إلى أن "فرنسا ستحتل مكانها في هذا التحالف".
ولفت هولاند إلى أن "العراق ليس المعني الوحيد في هذا التهديد، أذ أنه موجود أيضا في سورية أي بالشرق الأوسط كاملا، كما أنه يجند مقاتلين من كافة أنحاء العالم بما فيها فرنسا، لذا فأنا معني بالأمر أيضا، ويجب بذل قصار الجهد لمكافحة انتشار هذه العقيدة في صفوف شبابنا، ويجب القضاء على هذه الشبكات الإرهابية ونمنع عن تنظيم الدولة موارده ونعاقب كل من ينضم إليه".
كما شدد فرانسوا هولاند على أهمية "إيجاد حل دائم ومستدام حيث ولد التنظيم، أي سورية، فالفوضى أرض خصبة للارهاب"، داعيا الى دعم المعارضة المعتدلة.
من جانبه أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمته ضرورة التصدي لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية وملاحقتهم في كل مكان، مشيرا إلى أن إرهاب الدولة الإسلامية سيطال دولا أخرى في المنطقة والعالم.
وأشار المعصوم إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب جرائم إبادة جماعية في العراق، ما دفع عشرات الآلاف من العراقيين إلى النزوح عن ديارهم، مشددا في الوقت نفسه على أن "استهداف الأقليات أمر خطير علينا مواجهته".
ونوه الرئيس العراقي إلى أن خطورة تنظيم "الدولة الإسلامية" تكمن في قدرة تأثيره على عقول الشباب.
وشارك في أعمال المؤتمر ممثلون عن حوالي 30 دولة بمن فيهم روسيا ودول جوار العراق باستثناء سورية وإيران.
وناقش المؤتمر كيفية إدارة الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومن سيوجه الضربات الجوية وعلى أي المناطق، ومن سيقوم بالتسليح ويوفر الدعم اللوجستي والتمويل.