مشعل: هدنة دائمة يعني رفع الحصار عن غزة بشكل كامل
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل «إنَّ معركة غزَّة العظيمة ستختصر الزَّمن، وستقرّب الشعب الفلسطيني من تحقيق هدفه في التخلّص من الاحتلال وحقّ تقرير المصير، وقيام دولة فلسطينية حرَّة على أرضه».
وأشار إلى أنَّ الضفة الغربية منذ بداية العدوان الصهيوني الضفة الغربية تنتفض ضد الاحتلال والاستيطان، كما أنَّها تنتفض انتصاراً ودعماً وتأييداً لغزَّة ولشعبها ومقاومتها، التي وصفها بـ "العظيمة".
وشدّد مشعل في تصريحات له اليوم الاثنين (11/8) لوكالة "فرانس برس" أعاد المكتب الإعلامي لـ "حماس" توزيعها، على أنَّ حركته مستعدة هي وبقية قوى المقاومة الفلسطينية للصمود في هذه المعركة الميدانية والسياسية في آنٍ واحد، وقال: "نحن لدينا نفسٌ طويل، ولدينا قدرة عالية على الاحتمال، والمقاومة أعدَّت وأحسنت الإعداد، وهي لن تنكسر والشعب لن ينكسر، وما جرى خلال شهر كامل في غزّة يدلّ على ذلك".
وأكَّد مشعل أنَّ رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يكابر بعد أن فشل جيشه في الميدان العسكري في عدوانه على قطاع غزة بسبب صمود المقاومة الفلسطينية وإبداعاتها والتفاف الشعب الفلسطيني، مبيناً أنَّ نتنياهو اليوم يعاني من أزمة داخلية ويحاول في ميدان التفاوض والسياسة ما عجز عن تحقيقه في العسكري.
وعن مطالبة "حماس" بمطار ومنفذ بحري في غزَّة، قال مشعل: "هذه حقوق للشعب الفلسطيني، وأن تعيش غزَّة بدون حصار وبدون تجويع وتضييق، وبدون إغلاق، وبدون منع للسفر، غزَّة هي جزء من الأرض الفلسطينية ليست منعزلة عنها؛ ولكن من حقّها أن يكون لها ميناء، ومن حقّها أن يكون فيها مطار، ويكسر الحصار عنها بلا رجعة".
ورحّب مشعل بأيّ وسيط يستطيع أن يحقق مطالب الشعب الفلسطيني سواء كان الوسيط المصري أو أيّ وسيط عربي، مكرّراً حديثه أنهم لا يعوّلون على أحد، وكلّ من يقدّم جهداً أو تحرّكاً سياسياً ستتعامل معه "حماس" بمسؤولية وبجديّة، وحسب طبيعة هذا التحرّك.
وأوضح مشعل أنَّه عرض على قيادة حركته التفاوض مع الاحتلال مراراً، ولكنَّها رفضت، مفسّراً ذلك بالقول: "الاحتلال الاسرائيلي يستغل الوقت للعبة التفاوض من أجل خداع العالم أنَّ هناك عملية سلام، ويستغل الأمر الواقع خاصة في عمليات التهويد والاستيطان، ولابتزاز المواقف الفلسطينية والعربية وخفض سقوف المفاوضين الفلسطينيين والعرب، ونحن واعون لهذه اللعبة، ولن نقع فيها".
وفي معرض ردّه، عن واقع الوحدة الفلسطينية، قال مشعل: "هناك وحدة في الموقف الفلسطيني، ميدانياً وسياسياً، ميدانياً من خلال المقاومة ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي على غزّة، وسياسياً كما رأيتم في توحيد المواقف وتقاربها، ثمَّ تشكيل وفد فلسطيني موحّد يذهب إلى القاهرة ليخوض المعركة السياسية تتويجاً للمعركة العسكرية على الأرض لانتزاع مطالب الشعب الفلسطيني المحدّدة".
وعن طبيعة الموقف الأمريكي من العدوان الصهيوني على غزة، بيَّن مشعل أنَّ الإدارة الأمريكية ما زالت مواقفها العامة منحازة للاحتلال الإسرائيلي، لكنَّه أشار إلى أنه خلال الحرب العدوانية على قطاع غزَّة كانت هناك جهوداً لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والاحتلال الإسرائيلي أفشلها.
وعما إذا كانت القيادة القطرية تشعر بالعبء من وجود قيادة "حماس" على أراضيها، قال مشعل: "لا شكَّ أنَّ الموقف القطري الرَّسمي موقف عظيم ومتميّز، فالعلاقات بالتراضي، والحمد لله نجد قطر ودولاً أخرى تعتزّ بالعلاقة مع "حماس"، كما نحن في "حماس" نعتز بالعلاقة مع هذه الدول المحترمة الأصيلة".
أمَّا عن الاتصالات بين "حماس" وإيران وحزب الله، أوضح مشعل أنَّ هناك اتصالات قبل الحرب وبعد الحرب على غزة، وجرت الاتصالات بينهم وبين الإيرانيين وحزب الله.