بوتين: واشنطن تؤجج النزاع الأوكراني وعقوباتها ضدنا تعارض مصالحها
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات التي تفرضها واشنطن ضد روسيا تتعارض والمصالح القومية الأميركية، مشيرا إلى أن واشنطن تدفع باتجاه تصعيد النزاع الأوكراني.
تصريح بوتين جاء تعليقا على العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية الأربعاء 16 يوليو/تموز بحق عدد من الشخصيات السياسية الروسية والبنوك والمؤسسات العاملة في قطاعي الطاقة والدفاع الروسيين.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي بالعاصمة البرازيلية في ختام جولته اللاتينية أمس الأربعاء: "الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية بحق روسيا تتعارض برأيي مع المصالح القومية للولايات المتحدة نفسها"، موضحا أن شركات الطاقة الأمريكية الكبرى التي تود الاستثمار في روسيا ستصطدم جراء هذه الإجراءات بقيود معينة، وستفقد بالتالي شيئا من قدرتها التنافسية مع باقي الشركات.
واعتبر بوتين أن مثل هذه الطريقة في التعامل، إن دلت على شيء، فإنما تدل على عدم المهنية على الأقل، وقال:" من يخططون للسياسة الحالية في الولايات المتحدة الأميركية ينتهجون سياسة خارجية عدوانية بما فيه الكفاية وغير مهنية بما في الكفاية، وهذا ما لاحظناه على مدى السنوات العشر الأخيرة".
ولفت الرئيس الروسي إلى أنه ينبغي بجهود مشتركة حث أطراف النزاع في أوكرانيا على وقف فوري لإطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن "روسيا دون غيرها، باستثناء أوكرانيا نفسها، لها مصلحة في إيقاف إراقة الدماء وتسوية الأزمة الحالية في الدولة الجارة"، بحكم علاقات الأخوة التاريخية بين البلدين.
لكن بوتين اعتبر أن لا أحد يشارك روسيا سعيها هذا وقال: "نحن مع الأسف لم نر ذلك من شركائنا، الأمريكيين في المقام الأول، الذين كما يبدو لي يدفعون السلطات الحالية في أوكرانيا لمواصلة الحرب بين الأشقاء وباتجاه استمرار العملية العسكرية التنكيلية".
واعتبر بوتين أن الدول التي تدفع بأوكرانيا نحو التفكك والمصير القاتم لا تملك الحق في إلقاء المسؤولية على عاتق الآخرين.
وأضاف:" أولئك الذين يدفعون البلاد إلى مثل هذه الطريق ينبغي عليهم أن لا ينسوا أبدا أن دماء جنود الجيش النظامي ودماء مقاتلي المقاومة والمدنيين، ودموع الأمهات والآرامل واليتامى، هم دون غيرهم من يتحمل مسؤوليتها، ولا يملكون أي حق أخلاقي بأن يحملونها للآخرين"
ودعا بوتين إلى التعامل بغاية الحذر مع مؤسسات الدولة، لافتا إلى أنه "حين يتم التعامل معها باستهزاء وعدم احترام فإن ذلك سيقود إلى عواقب وخيمة وإلى تفكك ونزاع داخلي، كما نلاحظ اليوم في أوكرانيا".