انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال سنتين ونصف باتفاق جديد

انسحاب القوات الأمريكية من العراق خلال سنتين ونصف باتفاق جديد

أفاد تقرير حصري لوكالة رويترز اليوم السبت 7 أيلول بأن اتفاقاً عراقياً-امريكياً تم التوصل إليه للانسحاب الكامل لبقايا قوات الاحتلال الأمريكي من العراق بحلول نهاية العام 2026 على أن ينسحب مئات منهم قبل ذلك بحلول أيلول 2025. وسيبقى "وجود استشاري" بحسب التقرير.

ولا تزال خطة الانسحاب بحاجة إلى الضوء الأخضر النهائي من بغداد وواشنطن وتاريخ الإعلان. وقد تبقى بعض القوات في "دور استشاري" تجري مناقشته الآن، بحسب رويترز.

ولطالما أكد العراق أن القوات الأمريكية مغناطيس لعدم الاستقرار في المنطقة.

وفي تفاصيل تقرير رويترز، توصلت الولايات المتحدة والعراق إلى تفاهم بشأن خطط انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق، وفقًا لها ترحل مئات القوات بحلول أيلول 2025، مع رحيل الباقي بحلول نهاية عام 2026.

وقال مسؤول أمريكي كبير "لدينا اتفاق، وبقيت فقط مسألة متى نعلن عنه".

وقالت المصادر إن الإعلان الرسمي كان مقررًا في البداية قبل أسابيع ولكن تم تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي المتعلق بحرب "إسرائيل" في غزة، ومن أجل تسوية بعض التفاصيل المتبقية.

وتشمل المصادر خمسة مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من دول التحالف الأخرى وثلاثة مسؤولين عراقيين، تحدثوا جميعًا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر علنًا.
وقالت العديد من المصادر إن الصفقة قد يتم الإعلان عنها هذا الشهر.
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي، إن المحادثات الفنية مع واشنطن بشأن انسحاب التحالف قد انتهت.
وقال: "نحن الآن على وشك تحويل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد، مع التركيز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".
ولم يعلق على تفاصيل الخطة ولم يرد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الأسئلة المرسلة عبر البريد الإلكتروني من وكالة رويترز.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ومسؤول عسكري إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكدا في بيان مشترك في نيسان أنهما سيراجعان العوامل لتحديد متى وكيف تنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق والانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة.
يأتي الاتفاق بعد أكثر من ستة أشهر من المحادثات بين بغداد وواشنطن، والتي بدأها رئيس الوزراء السوداني في يناير وسط هجمات شنتها جماعات المقاومة العراقية على القوات الأمريكية المتمركزة في قواعد عراقية.
أدت الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات، مما أدى إلى عدة جولات من الانتقام الأمريكي الذي خلف شهداء.
تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2500 جندي في العراق و900 في سورية المجاورة كجزء من التحالف الذي تشكل في عام 2014 بدعوى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية أثناء اجتياحه للبلدين بدعم أمريكي.

وغزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 في حرب عدوانية دموية خلف عدداً كبيراً من الشهداء معظمهم نساء وأطفال ومدنيين ودمرت كثيراً من البنية التحتية للبلاد.
وأعدمت واشنطن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل الانسحاب في عام 2011، لكنها عادت في عام 2014 على رأس التحالف بذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية/داعش.

كما تساهم دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بمئات القوات في التحالف.
وبموجب الخطة، ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار الغربية وتقلل بشكل كبير من وجودها في بغداد بحلول سبتمبر 2025.
ولحسب رويترز، من المتوقع أن تظل القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى في أربيل، في إقليم كردستان الشمالية، لمدة عام إضافي تقريبًا، حتى نهاية عام 2026 تقريبًا، بذريعة تسهيل عمليات ضد داعش في سورية.

العسكرية.

إن الانسحاب من العراق من شأنه أن يشكل تحولاً ملحوظاً في الموقف العسكري لواشنطن في المنطقة.

وفي حين يتذرع المسؤولون الأميركيون في المقام الأول بأن وجود قواتهم وتحالفهم غير الشرعي في البلدين هو لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فإنهم يعترفون بأن وجودهم يخدم أيضاً كموقف استراتيجي ضد إيران.

وقد أصبح هذا الموقف أكثر أهمية مع تصعيد الاحتلال الصهيوني حربه العدوانية على غزة واغتياله لقائدين كبيرين في المقاومة الفلسطينية واللبنانية (هنية، وشكر).


وقد صرح رئيس الوزراء العراقي أنه في حين "يقدر مساعدتهم"، فإن القوات الأميركية أصبحت بمثابة مغناطيس لعدم الاستقرار.

ومن المرجح أن يمثل الاتفاق، عند الإعلان عنه، تجلياً هاماً لتراجع وزن ونفوذ واشنطن في المنطقة والعالم، وتقدماً لخصوم الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" وعلى رأسهم قوى المقاومة التي تقاتل ضدهما في المنطقة والأراضي المحتلة من قبلهما.

وتنتهي المرحلة الأولى من الانسحاب قبل شهر واحد من الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2025. وقال مسؤول أميركي إن الإطار الزمني الذي يمتد لعامين يوفر للولايات المتحدة "مساحة للتنفس"، مما يسمح بإجراء تعديلات محتملة إذا تغير الوضع الإقليمي على حد قوله.

ولم ترد السفارة الأميركية في بغداد على طلب التعليق من رويترز.

 

معلومات إضافية

المصدر:
رويترز