برشلونة تجمّد علاقاتها المؤسسية مع «إسرائيل» احتجاجاً على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني
أعلنت رئيسة بلدية برشلونة الإسبانية أدا كولاو عن تجميد جميع العلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني، بما في ذلك إلغاء «اتفاقية التوأمة» بين برشلونة وتل أبيب.
وقالت بلدية برشلونة إنّ هذه الخطوة تأتي رداً على ارتكاب السلطات الصهيونية جريمة الفصل العنصري بحق الفلسطينيين، وانتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقالت كولاو في مؤتمر صحفي اليوم «لقد دعوت أكثر من 100 منظمة وأكثر من 4000 مواطن للدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني، ولهذا السبب، بصفتي رئيسة البلدية، أبلغت رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو في رسالة، تجميد العلاقة المؤسسية بين برشلونة وتل أبيب».
هذا ونجح نشطاء من أحزاب اليسار وحركة BDS لمقاطعة «إسرائيل» وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على كيان الاحتلال، في جمع تواقيع 5000 مواطن من برشلونة على عريضة تطالب بإلغاء العلاقات بين برشلونة وتل أبيب.
كما ونص الالتماس على أنّ الكيان الصهيوني «يرتكب جرائم مستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ويقتل آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم مئات الأطفال، من أجل تعزيز مشروع التطهير العرقي للفلسطينيين ونظام الفصل العنصري». وأضاف بأنه يجب على المجتمع الدولي أن يدفّع «إسرائيل» ثمن جرائمها من خلال عزلها.
ودعت العريضة بلدية برشلونة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الفلسطينية والدولية، داعية البلدة إلى إدانة جريمة الفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني.
وأشارت لجنة مقاطعة الكيان BDS في بيان صدر عنها، اليوم، إلى أن بلدية برشلونة أول بلدية تقطع علاقاتها مع «نظام الأبارتهايد الإسرائيلي». وأضافت: «مع تصاعد جرائم الحكومة الإسرائيلية ذات النزعة الفاشية بحق شعبنا في الأشهر الأخيرة، بدأ العالم يلتفت أكثر من أي وقت مضى لبشاعة النظام الذي يقاومه الشعب الفلسطيني منذ عقود».
ودعت اللجنة جميع الحكومات ومجالس البلديات والمؤسسات حول العالم للسير على خطى بلدية برشلونة لفرض عزلة عالمية على نظام الاستعمار والفصل العنصري «الإسرائيلي» ومحاسبته على مجازره المستمرة والضغط على الأمم المتحدة للتحقيق في جرائمه.
وفيما يبدو توقّعاً استباقياً من رئيسة بلدية برشلونة بأنْ يسارع الصهاينة إلى اتهامها بـما يسمى «معاداة السامية» أوضحت بأنّ «من المهم للغاية التمييز» بين سياسات «إسرائيل» وبين «عموم اليهود وثقافتهم». وبالفعل سرعان ما اعتبر ما يسمى «اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا» المؤيّد لكيان الاحتلال الصهيوني، القرار «معادياً للسامية» وأعرب عن أسفه لأنه «لا يمثّل في الشكل ولا في الجوهر ماهية برشلونة ومواطنيها» على حد قوله.
وخلال كلمة ألقتها في برشلونة، أكملت أدا كولاو: «نأمل أن يكون هذا التعليق مؤقتًا لأنّ ما نريده هو الدعوة للتفكير والعمل».
جدير بالذكر أنه تم ما يسمى «توأمة» برشلونة مع تل أبيب منذ توقيع اتفاقية صداقة وتعاون عام 1998.
ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت «الإسرائيلية» إلى أهمية هذه الاتفاقية بالنسبة لكيان الاحتلال في «تعزيز التعاون المشترك بين المدينتين في مختلف المجالات التي تعنى بالتجمعات السكنية المدنية، وفي مقدمتها السياحة والاقتصاد، خاصةً أن برشلونة تعتبر من الوجهات السياحية المهمة بالنسبة للإسرائيليين، وفي ظل استضافة برشلونة سنوياً للمؤتمر العالمي للاتصالات والمدن الذكية، الذي يمنح منصة للشركات الإسرائيلية في هذا المجال لاستعراض ابتكاراتها».
وكان برلمان إقليم كتالونيا الإسباني قد أصدر قراراً في شهر حزيران 2022، يعترف بأن «إسرائيل» ترتكب جريمة الفصل العنصري (أبارتهايد) بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد القرار، أنّ «النظام الذي تطبقه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي ويكافئ جريمة الفصل العنصري على النحو المحدد في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».