نابلس تشتعل بالاشتباكات والغضب على أمن السلطة الذي اعتقل قيادياً مطلوباً للاحتلال

نابلس تشتعل بالاشتباكات والغضب على أمن السلطة الذي اعتقل قيادياً مطلوباً للاحتلال

قامت قوى الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في وقت باكر من فجر اليوم الثلاثاء باعتقال أحد القياديين في المقاومة في نابلس، وهو مصعب شتية المطارَد والمطلوب من الاحتلال الاسـ.رائيلي، مما أدى إلى اشتعال موجة كبيرة من الغضب الشعبي والاشتباكات مع قوات أمن السلطة والهجوم على مقرّها في نابلس.

وقالت عائلة الشاب المعتَقَل مصعب شتية في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، إنّ الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية نصبت كميناً لاعتقال مصعب قرب كلية الروضة، نافية بشكلٍ قاطع ما تروجه الأجهزة بأن العائلة قامت بتسليمه أو طلبت اعتقاله، ونافيةً رواية السلطة التي زعمت بأنها اعتقلته «لحمايته» من اعتقاله أو اغتياله من الاحتلال. وأضافت العائلة «تأكد لنا أنه محتجز في المقاطعة [المقر التابع للسلطة الفلسطينية في نابلس] ونحمّل السلطة المسؤولية في حال نقله لمكان آخر ونطالب بالإفراج الفوري عنه».

وقال والد المطارد مصعب اشتية: «الدعاية التي تروجها الأجهزة الأمنية حول تسليمنا مصعب لهم غير صحيحة وننفيها نفياً قاطعاً ونؤكد أن عناصر الأمن اعتدوا عليه خلال اعتقاله ونطالب بالإفراج الفوري عنه».

وقالت القناة «12» التابعة لتلفزة الاحتلال: «اعتقال مصعب اشتية جاء بناء على طلب من المؤسسة الأمنية [الإسـ.رائيلية] من السلطة الفلسطينية للعمل ضد المناطق التي تتصاعد فيها المقاومة». وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «اعتقال مصعب اشتية جاء بعد الانتقادات الإسـ.ـرائيلية للسلطة، والتنسيق الأمني قائم ومستمر رغم عمليات الجيـ.ـش داخل المدن».

وعلى أثر اعتقال مصعب اشتية اندلعت احتجاجات ومظاهرات غاضبة في نابلس تستنكر اعتقاله وتدعو السلطة الفلسطينية في رام الله إلى إيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ودار اشتباكات عنيفة في نابلس منذ صباح اليوم، وتركزت الاشتباكات مع الأجهزة الأمنية في شارع فيصل بنابلس وسط المدينة، مع إطلاق نار صوب «مقر المقاطعة» التابع للسلطة الفلسطينية في نابلس.

وأصدر عدد من الفصائل الفلسطينية بيانات استنكار لقيام السلطة باعتقال مصعب اشتية، ودعت لإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال وحقن الدماء الفلسطينية والحفاظ على الوحدة الوطنية.

فقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي في تصريح صحفي:  «ندين بشدة اعتقال المقاوِمَين مصعب اشتية وعميد طبيلة من قبل أجهزة أمن السلطة في نابلس، ونؤكد أن المسؤولية الوطنية تستوجب حماية الشعب ومقاوميه والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين، ونطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين كافة».

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صحفي: «ندين اعتقال المطارَدَيْن المقاومين مصعب اشتية وعميد طبيلة ونطالب بالإفراج عنهما، ونحمل السلطة مسؤولية الأحداث في نابلس وننعى الشهيد فراس يعيش الذي ارتقى برصاص الأجهزة الأمنية».

وقالت الجبهة الديمقراطية: «ندين اعتقال الأجهزة الأمنية للمناضل المطارد مصعب اشتية، بدلاً من أن تكون الاجهزة الأمنية درعاً للمناضلين وللمقاومة الشعبية فإنها تتحول تحت ضغط دولة الاحتلال لأن تصبح أداة قمعية بيده يستخدمها ضد شعبنا».

وقال رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، ناصر القدوة: «اعتقال الاجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للمجموعة المتنفذة في مقاطعة رام الله لمصعب اشتية وعميد طبيلة المطلوبين للاحتلال أمر مشين وخيانة لتضحيات أبناء الأجهزة الأمنية ويستدعي وقفة وطنية حاسمة لمواجهة هذا التساوق المفضوح مع الاحتلال».

وفي بيان قالت مجموعة «عريــن الأســود»: «ننعى الشاب فراس يعيش الذي ارتقى إلى العلا شهيــدا على يد أجهزتنا الأمنية وندعو لإعلان الحداد والمشاركة الحاشدة اليوم في تشييعه، وندعو كافة مؤسسات المجتمع المدني للتوجه لمحافظ نابلس وإيصال رسالة له منا أننا لن نحرف بنادقنا، وأننا نقول له احقن الدماء وأطلق سراح المطارد مصعب شتية ورفيقه».

وقالت جبهة العمل الطلابي التقدمية في جامعة النجاح في تصريح صحفي: «ندين اعتقال السلطة لمصعب اشتية أحد قادة المقاومة في نابلس ونؤكد أن سياسة التنسيق الأمني والرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والأميركية تجاوز لكل الأعراف الوطنية وقضية اختطاف سعدات ورفاقه لن يطويها النسيان».

وفي مؤتمر صحفي مصوّر تداولته منابر إعلامية في جنين ونابلس، لمجموعة مقاومين ملثّمين ومسلّحين في جنين مما ورد فيه: «باسم أحرار وشرفاء مخيم جنين. في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الغاشم على مقاومينا الأحرار، تطلّ علينا فئةٌ متخاذِلة وتُضيِّقُ على المطارَدين. كيف نقاتل وأنتُم تنسّقون، كيف نقاتل وأنتم لا تتركون فرصة إلا وتضيّقون على المجاهدين... قامت الأجهزة الأمنية باعتقال الأخ المجاهد المطارَد للاحتلال، مصعب شتية، أحد قادة المقاومة في نابلس، وتشرع بحملة لاعتقال المجاهدين في كل من جنين ونابلس، معقل المقاومة، وهذا العمل يخدم الاحتلال فقط، في الوقت الذي نحن فيه بأمسّ الحاجة للوحدة الوطنية. حان الوقت أن تكفّوا أيديكم عنّا.... يجب عليكم الإفراج عن الأسير مصعب شتية لكيلا نصل إلى مربَّع لا يرضيكم، وللحفاظ على ما تبقّى من وحدة الدم الفلسطيني، حيث إننا لم نطلب منكم أن تقاتلوا معنا، أو تقاتلوا نيابةً عنّا، ولكن كان مطلبنا ألّا تكونوا خنجراً مسموماً في ظهورنا».


معلومات إضافية

المصدر:
وكالات فلسطينية
آخر تعديل على الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2022 11:59