من هو رئيس كولومبيا الجديد غوستافو بيترو؟

ووفقًا لبيانات من مكتب المسجل الوطني، سيحكم بيترو وفرانسيا ماركيز، نائبته في الانتخابات، في هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، التي بقيت تحت حكم الجناح اليميني لأكثر من 200 عام.

وبعد فرز 89.35 في المائة من الأصوات حصل بيترو على 10 ملايين و 75 ألفاً و 836 صوتاً مقابل 50.88 في المائة من الأصوات الصحيحة.

وحصل المرشح اليميني الملياردير رودولفو هيرنانديز، من رابطة "قادة مكافحة الفساد" على 46.85 في المائة من الأصوات.

ونشرت وكالة برينسا لاتينا الكوبية اليوم الإثنين بأن الرئيس الكولومبي اليساري الفائز غوستافو بيترو، المولود في 19 أبريل/نيسان 1960 في سييناغا دي أورو Ciénaga de Oro هو سياسي معروف ومناضل اجتماعي كان منذ شبابه مقاتلاً في حركة 19 أبريل (M-19)، وهي مجموعة لحرب عصابات حضرية شاركت في الصراع المسلح الداخلي بين 1974 حتى 1990 عندما تم حلها في إطار عملية السلام، وهي علامة فارقة في تاريخ كولومبيا. لتتحول إلى حركة سياسية هي التحالف الديمقراطي M 19، ثاني أهم قوة سياسية في الجمعية التأسيسية لعام 1991 فتم انتخاب بيترو لمجلس النواب في انتخابات العام نفسه.

غوستافو بيترو خبير اقتصادي خريج متخصص في الإدارة العامة وكذلك في البيئة والتنمية السكانية. حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد والدكتوراه في الاتجاهات الجديدة في إدارة الأعمال.

شغل بيترو منصب عضو مجلس Zipaquirá؛ ممثل في مجلس الكونغرس عن كونديناماركا، وكذلك عن بوغوتا؛ عمدة بوغوتا وعضو مجلس الشيوخ حاليا.

حصل على جوائز مثل ميدالية لويس كارلوس جالان التي تمنحها لجان الأخلاقيات بالكونغرس لمكافحته ضد الفساد، وجائزة أفضل مدافع عن العام لعمله في مجال رعاية الحيوانات، وجائزة القيادة المناخية العالمية.

في عام 1994 تم تعيينه في سفارة كولومبيا في بلجيكا ملحقاً دبلوماسياً لحقوق الإنسان، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1996.

في عام 1998، تنافس مرة أخرى في السباق إلى مجلس النواب بتأييد من حركة "الطريق البديل" التي أسسها مع مناضلين سابقين آخرين من حزب التحالف الديمقراطي AD M-19.

خلال تلك الفترة، انتخب أفضل عضو في الكونغرس من قبل زملائه ومن قبل الصحافة الوطنية بفضل إدانته للفساد ومناقشاته حول السيطرة السياسية، من بينها تلك المتعلقة بالنزعة شبه العسكرية في أنتيوكيا.

من عام 2006 إلى عام 2010 ، شغل منصب عضو مجلس الشيوخ عن الجمهورية، وفي ذلك الوقت كشف النقاب عن فضيحة ما يسمى "بارابوليتيك"، والتي أظهرت صلات بين السياسيين والجماعات شبه العسكرية، وهي حقيقة أدت به إلى انتخابه كشخصية سياسية عامة للحزب.

بصفته عمدة بوغوتا، وهو المنصب الذي شغله من 2012 إلى 2015، أنشأ أمانة شؤون المرأة.

وفي خطوة مثيرة للجدل افتتح أيضاً ما يسمى "مركز مواطنة مجتمع الميمي" LGBTI [للمثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا]. وأقام مراكز تحديد النسل والإجهاض في الحالات التي يسمح بها القانون، والتي تم اقتراحها كسياسة حكومية تقول بأنها تسعى "للحفاظ على الأراضي الرطبة في بوغوتا وخطة للحفاظ على المياه في مواجهة الاحتباس الحراري".

وفي عام 2018، كان مرشحًا رئاسيًا عن حركة المواطنين "كولومبيا هيومانا" وحقق تصويتًا تاريخيًا بأكثر من ثمانية ملايين بطاقة اقتراع، وبموجب النظام الأساسي للمعارضة، عند وصوله إلى ثاني أعلى صوت في الانتخابات الرئاسية ، أصبح عضواً في مجلس الشيوخ، وهو المنصب الذي يشغله حاليًا.

في الانتخابات التشريعية التي جرت في 13 آذار (مارس) الماضي، تم انتخاب بترو كمرشح "للميثاق التاريخي" بأصوات قرابة خمسة ملايين صوت، ثم عين الناشطة البيئية فرانسيا ماركيز نائبة له في الانتخابات.

وأكد أنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، فسوف يستأنف العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا المقطوعة منذ عام 2019.

يقترح مرشح تحالف القوى البديلة واليسارية، في حال فوزه في الجولة الثانية، معاشًا لائقًا لكبار السن الذين لا يحصلون عليه حاليًا، وتعليمًا عامًا مجانيًا ونوعيًا، وإنشاء لجنة مع المدعين الدوليين "للحد من الفساد و خطة طوارئ ضد الجوع".

غوستافو بيترو يعارض التكسير الهيدروليكي (وهي تقنية لتمكين أو زيادة استخراج الغاز والنفط من باطن الأرض).

وقال بترو إنه سينفذ اتفاقيات السلام والأمن الإقليمي، ويعطل الحرب، ويتقدم في الحوارات مع الجماعات المسلحة مثل جيش التحرير الوطني لوضع حد للصراعات الداخلية في البلاد.

بالإضافة إلى ذلك، وعد بتأمين مساكن لائقة للمشردين، ويقترح استعادة الاقتصاد من خلال الإنتاجية الريفية، والعناية بالبيئة وتعزيز الفن والثقافة "لبناء كولومبيا في سلام".

كما يخطط غوستافو بيترو لتقوية شبكة المستشفيات العامة لضمان وصول الجميع إلى النظام الصحي.

يجدر بالذكر بأن المليونير الخاسر في السباق الرئاسي هيرنانديز قال "اليوم اختارت غالبية المواطنين المرشح الآخر... أنا أقبل النتيجة كما هي... آمل أن يعرف غوستافو بيترو كيف يقود البلاد وأن يكون مخلصاً لخطابه المضاد للفساد".

ومن جهته، قال الرئيس المنتهية ولايته إيفان دوكي: "اتصلت بغوستافو بيترو لتهنئته بصفته رئيساً منتخباً للشعب الكولومبي"، مضيفا "اتفقنا على الاجتماع في الأيام المقبلة لبدء انتقال سلس ومؤسساتي وشفاف.