سيرياتيل الأعلى أرباحاً في المنطقة تزعم أن زيادة أرباحها "مؤقتة"

سيرياتيل الأعلى أرباحاً في المنطقة تزعم أن زيادة أرباحها "مؤقتة"

تواصل شركات الخليوي في سورية سوق سلسلة مكرَّرة من الذرائع لمحاولة تبرير رفع الأسعار الذي بات دورياً، فبعد التذرع بالحصار الاقتصادي وقانون قيصر وتضخم سعر الصرف وانقطاع الكهرباء وعدم توفر المحروقات والإرهاب... ظهر اليوم تصريح جديد عن شركة سيرياتل تزعم فيه بأن أرقام الزيادة بأرباحها المتداولة هي "زيادة مؤقتة" في تناقض مع بيانات إفصاحاتها خلال السنوات الماضية.

وادلى مدير وحدة الاتصال والإعلان في شركة "سيريتل" خلدون العبد الله بتصريحات اليوم السبت 4 حزيران 2022، لوكالة "أثر برس" المحلية، لتبرير رفع الأسعار، والتعليق على تدني جودة الخدمات.

حيث قال المصدر المتحدث باسم الشركة أن سيرياتل "تأثرت بالعقوبات الدولية على سورية كغيرها من الشركات التي تتعامل مع موردين خارجيين، مما اضطرها لتأجيل تطبيق خطط الصيانة والتطوير اللازم لاستمرار عمل الشركة والمتعلقة بالطاقة وتجديد رخص البرامج والأنظمة الضرورية… إلخ" على حد ما نقلت عنه "أثر برس".

وتحدث أيضاً عما اعتبره "تفاقم التحديات حول صيانة وتدعيم البنى التحتية للشركة، إلى جانب الارتفاع المستمر في النفقات التشغيلية نتيجةً لارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي وارتفاع أسعار الوقود بشكل متكرر على سبيل المثال لا الحصر" وفقاً للمصدر.

ونقلت أثر برس عن المتحدث باسم الشركة أيضاً إنه "رداً على ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول قيمة أرباح سيريتل والذي أظهر أن قيمة الأرباح عالية، وسط تساؤلات عن مبررات رفع الأسعار في ظل العائد العالي للأرباح، أوضح المصدر أن ارتفاع كتلة أرباح الشركة المتداولة والتي تم الإفصاح عنها في العام الماضي هو ارتفاع مؤقت" - على حد وصفه، متابعاً بأن "ذلك نتيجة تأجيل خطط الصيانة والتطوير وغياب مصروف الاهتلاك الخاص بها، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاستثمارات الضرورية والمخصصة للصيانة والتطوير لعامي 2022 – 2023، مع التنويه إلى أن هذه الأرباح لا تكاد تغطي إلا ما يقارب 34% من هذه الخطط في ظل الوضع الاقتصادي الراهن" على حد قوله.

ويأتي حديث الشركة ووصفها زيادات أرباحها بأنها "مؤقتة" ليتناقض مع وثائق إفصاحها، ومنها المنشور على موقع بورصة دمشق DSE في 8 تشرين الثاني 2021 بأنّ صافي أرباحها للتسعة أشهر الأولى من العام الماضي (حتى 30 أيلول 2021) بلغت أكثر من 79 مليار ليرة.

في حين كان صافي الربح للربع الثالث لوحده من عام 2021 (تموز وآب وأيلول) أيْ في 3 شهور فقط أكثر من 31 مليار ليرة، مما يشكل زيادة 46% عن الربح الصافي للربع الثاني الذي قبله عندما حققت الشركة في (نيسان وأيار وحزيران) مبلغ ربح صافٍ أكثر من 21 مليار ليرة.

وحول التذرع بزيادة المصاريف التشغيلية كانت صحيفة «قاسيون» قد نشرت سابقاً في 10 تشرين الأول الماضي بعنوان «رفع أجور الاتصالات... هل حقاً ارتفعت مصاريف التشغيل؟» دحضاً لتلك الذريعة لرفع الأسعار، بالحسابات والبيانات المتوفرة آنذاك، كما وقارن مقال «قاسيون» آنذاك بين أرباح شركات الاتصالات في المنطقة موضحاً بأنّه «خلال عام 2020، بلغ ربح (سيريتل) الصافي من الإيرادات الكلية نسبة 28.3% وهي نسبة استثنائية بكل المقاييس فيما لو قارناها مع شركات الاتصالات الأخرى والأكثر تطوراً في المنطقة، مثل شركة STC السعودية التي بلغت النسبة فيها 18.6%، و(ترك تيلكوم) التركية التي بلغت 11.2%، وZain الكويتية التي ربحت 10.2%، و(أورانج) في الأردن بنسبة 5.5%، وفودافون (مصر وتركيا) 1%» وفق ما جاء في مقال قاسيون آنذاك.

هذا وفضلاً عن نسبة (أرباحها/إلى الإيرادات) الأعلى في المنطقة، يعاني السوريون من سوء الخدمات المقدمة وانقطاعاتها وضعف التغطية التي لا تكف الشركات عن الوعود بتحسينها وخاصة عند كل زيادة أسعار.

ويجدر بالذكر بأنه خلافاً لما كان مقرراً بأن تعود ملكية قطاع الاتصالات الخليوية في سورية إلى ملكية الدولة مع بداية عام 2016، تم الترخيص للشركات بحيث تتخلى الدولة عن حصتها لصالح المالكين الخاصّين تدريجياً.

معلومات إضافية

المصدر:
قاسيون + وكالات