سيرياتل تعترف بتردّي خدماتها رغم أرباح فاقت 79 مليار في 9 أشهر
اعترفت شركة سيرياتل للاتصالات في سورية رسمياً بأنها تقدم خدمات أقل جودة.
وفي كشفٍ وُصفَ بأنه "خروج عن صمتها" تذرّع مسؤولون في الشركة بالوضع الكهربائي (وفق ما نقل موقع بنزس2بنزنس) حيث قالوا إنّ: "هناك عدة عوامل تؤثر على تراجع الخدمة، كالتردي الشديد لواقع الكهرباء الذي وصل لأكثر من 5 ساعات بالعديد من المناطق وعدم استقرار التقنين".
وزعمت الشركة وفق ما نقل تلفزيون الخبر عن ناطقين باسمها "استثمرت مبالغ كبيرة لتزويد أبراجها بمصادر طاقة بديلة تعمل على تقنين 4 ساعات قطع مقابل 2 تغذية، بشرط استقرار الكهرباء خلال ساعات التغذية وبجهد فوق 180 فولط، وإلا لن تعمل شواحن البطاريات بالكفاءة المطلوبة"، ولكنها قالت أيضاً "جهد الكهرباء عند تواجدها يكون أقل من 180 فولط وخصوصاً في الأرياف، ما لا يُمكن البطاريات من الشحن، حيث أن تصميم القدرة في شبكة سيريتل قائم على أن تعمل بحسب تقنين 3 ساعات تغذية مقابل 3 ساعات قطع"، مما يعني أنها لم تسعَ في "جهودها" الاستثمارية المزعومة لأكثر من إطالة صمود البطارية سوى لساعة واحدة، علماً بأن "جودة الخدمة" كانت من أبرز الذرائع التي ساقتها الشركة لتبرير الزيادات الأخيرة في أسعارها على المستهلكين والتي أمنت لها أرباحاً صافية فاقت 79 مليار ليرة في 9 أشهر فقط (من بداية 2021 حتى الشهر التاسع منه وفق آخر إفصاح رسمي للشركة).
وفي دلالة على عدم استدامة الألواح الشمسية المستخدمة ومشكلاتها، أشار الناطقون باسم الشركة إلى أن "سيريتل تقوم باستبدال عدد كبير من البطاريات بشكل سنوي، وتم تزويد عدد كبير من المواقع بألواح طاقة شمسية تقوم بتزويد البطاريات بمصدر إضافي للشحن، ولكنها تعاني من ضعف في الأداء خلال فترات غياب الشمس، وتم تزويد البعض الآخر من المواقع بمولدات للطاقة الكهربائية".
ولم يفت القائمين على الشركة التذرع بالعقوبات و"الدولار" فقالوا: "هناك تحديات لوجستية كون القطع المستخدمة مستوردة والدفع بالقطع الأجنبي، خاصة أن سورية عليها حصار اقتصادي عالمي ما يجعلنا نواجه صعوبة ببعض الأحيان لتأمين القطع اللازمة" على حد قولهم.
وعن سوء وضع خدمات الإنترنت ضمن الشبكة جاء كلام الناطقين باسم الشركة كما يلي: "عند وجود الكهرباء في منطقة يصبح حمل البرج أكبر لأنه يعمل على حمل الضغط عن الأبراج المجاورة الخارجة عن الخدمة، وهذا يؤثر سلباً على جودة أداء الأبراج العاملة أثناء وجود تيار كهربائي".
وحول تفاوت جودة الخدمة بين المناطق وبين الأرياف والمدن، اعترف الناطقون باسم الشركة بأنها تخصص موقعاً واحداً فقط لتغطية عدة قرى ومناطق دون إشارة إلى أية خطط لإنشاء مواقع جديدة لتحسين الخدمة، حيث قالوا: "الشركة تقوم بتزويد خدمتها للمناطق بحسب الكثافة السكانية، وفي الأرياف عموماً يكون هنالك موقع واحد يغطي عدة قرى أو مناطق وخروج هذا الموقع عن الخدمة يؤدي لتردي الخدمة".
وتابعوا "بينما في حال خروج موقع من المدينة عن الخدمة فإن المواقع المجاورة تقوم بجزء من دور هذا الموقع ،وتكون الأضرار أقل بالمقارنة مع الأرياف، مع العلم أن ساعات التقنين بالريف أكثر من المدينة بحسب وزارة الكهرباء".
يجدر بالذكر بأن صحيفة «قاسيون» كانت قد نشرت في مقال سابق في 10 تشرين الأول الماضي بعنوان «رفع أجور الاتصالات...هل حقاً ارتفعت مصاريف التشغيل؟» دحضاً بالحسابات والبيانات المتوفرة آنذاك لمزاعم الشركة بأنها «تعاني» من «ارتفاع المصاريف التشغيلية» كذريعة رئيسية لفرض رفع أسعار خدماتها مؤخراً.
كما قارن مقال «قاسيون» آنذاك بين أرباح شركات الاتصالات في المنطقة موضحاً بأنّه «خلال عام 2020، بلغ ربح (سيريتل) الصافي من الإيرادات الكلية نسبة 28.3% وهي نسبة استثنائية بكل المقاييس فيما لو قارنها مع شركات الاتصالات الأخرى والأكثر تطوراً في المنطقة، مثل شركة STC السعودية التي بلغت النسبة فيها 18.6%، و(ترك تيلكوم) التركية التي بلغت 11.2%، وZain الكويتية التي ربحت 10.2%، و(أورانج) في الأردن بنسبة 5.5%، وفودافون (مصر وتركيا) 1%» وفق ما جاء في المقال.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات محلية + قاسيون