تسريب يكشف مخاوف «أمازون» من انتحار عمّالها
كشفت رسالة بريد إلكتروني مسربة أن شركة «أمازون» العملاقة الأمريكية حذرت موظفيها ولأول مرة من الانتحار وإزهاق حياتهم، وذلك بسبب تعرضهم لضغوط في العمل خلال أكثر مواسمها ازدحاماً في العام، وهو موسم عيد الميلاد وعطلات الشتاء.
وجاء في الرسالة الداخلية من «أمازون» إلى موظفيها، والمسربة بتاريخ 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واطلع عليها موقع «إنغادجيت»: «إن وقت الذروة هو وقت مزدحم لفريقنا بأكمله، إذ يكرس الجميع جهودهم لمساعدة العملاء في تلقي شحناتهم الخاصة بعطلاتهم في الوقت المحدد، ومن السهل أن تشعر بالتوتر والارتباك».
وأضافت: «بينما لا يشكل معظمنا خطراً على الآخرين أبداً، فإنه يمكن لبعض الأشخاص التصرف بطريقة تسبب القلق، وقد يكون هذا بسبب العديد من العوامل في حياتهم، وليس فقط ما يختبرونه في العمل، وبغض النظر عن السبب، فإن مكان العمل العنيف ليس أبداً الجواب».
وتستمر رسالة البريد الإلكتروني في الربط بين عبء العمل الشاق للذروة وإمكانية إيذاء النفس، فتقول: «تذكر أن صحتك العقلية مهمة، وإذا واجهت ضغوطًا أو مشاعر اكتئاب أو قلق أو أفكار انتحارية، فيرجى التحدث مع مديرك أو شريك أعمال الموارد البشرية أو أخصائي الصحة العقلية».
ثم وجهت شركة «أمازون» عمالها في رسالتها إلى اللجوء إلى «مستشارين مجانيين وسرّيين وموارد أخرى» خاصة بها بغرض مساعدتهم.
وأكد العامل الذي كشف عن البريد الإلكتروني أنه لا يمكنه تذكر رسائل مماثلة أرسلت له وزملائه خلال فترات ذروة العمل السابقة.
وقال: «لقد كنت مع شركة «أمازون» لما يزيد قليلاً عن 4 سنوات، ولم يذكروا أي شيء عن حالتنا العقلية حتى الآن، ولم تعلن قيادتنا أي شيء، بخلاف القضايا المتعلقة بحصصنا».
ويطلق على فترة عطلات الكريسماس والشتاء داخل شركة «أمازون»، «فترة ذروة الذروة»، والتي تشهد وقوع عمالها تحت ضغط أكبر، وغالبا ما يُطلب منهم تسجيل ساعات العمل الإضافية الإلزامية، كما أنه غير مسموح لهم جدولة أي أيام إجازة، بالإضافة إلى توظيف طوفان من العمال المؤقتين، الذين قد يصل عددهم إلى 150 ألفا خلال عام 2021.
وفي أول رد منها على رسالة البريد الإلكتروني المسربة، رفضت شركة «أمازون» من خلال متحدث باسمها الإجابة على أسئلة محددة من جانب موقع «إنغادجيت»، بما في ذلك ما إذا كانت قد شهدت أي زيادة في العنف في مكان العمل.
واكتفت بإرسال بيان جاء فيه: «ندرك أنه كان عاماً ونصف العام صعباً على الجميع، ومثل معظم الشركات الكبيرة، نعمل على دعم فرقنا بعدة طرق مختلفة، وهذا يشمل توفير الموارد على مدار العام لأي شخص قد يتعامل مع ضغوط في حياته الشخصية أو في العمل، والتأكد من أنه يشعر بأنه مرئي ويمكنه طلب المساعدة إذا احتاج إليها» على حد قولها.
يجدر بالذكر أنه تعصف بأمازون بالآونة الأخيرة مجموعة من الفضائح، أبرزها عدوانيتها تجاه عمالها الذين يحاولون إنشاء نقابة للدفاع عن حقوقهم، وتقارير سابقة ظهرت في شهر نيسان من العام الجاري تتحدث عن سوء معاملة العمل واستنزافهم بالعمل وإجبارهم على «التبوّل في عبوات» أثناء العمل لتوفير وقت الذهاب إلى الحمام!
المصدر: وكالات