رغم ضغوطات واشنطن: البرازيل تجيز لقاح «سبوتنيك V»

رغم ضغوطات واشنطن: البرازيل تجيز لقاح «سبوتنيك V»

أجازت هيئة الرقابة الصحية بالبرازيل «إنفيزا» أمس الجمعة استيراد واستخدام لقاح «سبوتنيك V» الروسي ضد كوفيد-19، مع أنها قرنت موافقتها بشروط.

ووافقت الهيئة أيضاً على استيراد لقاح «كوفاكسين» الذي تنتجه شركة «بهارات بيوتك» الهندية الخاصة.

ورغم تصويت قيادة «إنفيزا» بأغلبية الأصوات لصالح القرار بشأن «سبوتنيك V»، الذي سعى إليه حكام ست ولايات برازيلية، واتحاد التنمية البرازيلي الأقاليمي والمختبر البرازيلي «União Química»، قال المدير العام لـ«إنفيزا» غوستافو مينديز ليما سانتوش، إن الهيئة، بناء على البيانات المتاحة، لم تستطع تأكيد «جودة وفعالية وسلامة اللقاح» وألزمت الولايات الست التي تعتزم استخدامه، بـ«إبلاغ الجمهور على نطاق واسع بهذه الحقيقة».

ومن بين الشروط التي طرحتها «إنفيزا» توريد اللقاحات فقط من منشآت الإنتاج التي تم التحقق منها من قبل الجهة المنظمة، كما أوصت بمنح اللقاح للبالغين الأصحاء فقط.

بذلك تصبح البرازيل الدولة رقم 67 التي تقر استخدام «سبوتنيك V»، وقال كيريل ديمترييف، رئيس الصندوق الروسي الاستثمارات المباشرة، المسؤول عن تسويق اللقاح في الخارج، إن «سبوتنيك V سيصل إلى البرازيل في تموز المقبل».

ويأتي القرار بعدما رفضت الهيئة البرازيلية في أواخر نيسان استيراد اللقاح الروسي بناء على توصية الطاقم الفني الذي أشار وقتها إلى ما سمّاه «عيوباً خطيرة» و«نقص البيانات الضامنة لسلامته وجودته».

وأكد دميترييف أنه «من البداية، تم تزويد «إنفيزا» بجميع الوثائق اللازمة، وبعد قرار تأجيل الموافقة على سبوتنيك V، لم نترك أيّاً من الأسئلة التي أثارتها الجهة المنظمة دون إجابة».

وفي وقت سابق من شهر آذار من العام الحالي نشرت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية تقريرها السنوي عن عام 2020، الذي كشف في الصفحة 48 وبشكل صادم كيفية قيام الولايات المتحدة بالضغط على البرازيل لرفض لقاح سبوتنيك الروسي، في جريمة كلّفت حياة كثير من البرازيليين.

فتحت العنوان الفرعي «محاربة التأثيرات الخبيثة في الأمريكيتين» أعلن التقرير الأمريكي حرفياً ما يلي: «استخدم مسؤولو الحكومة رفيعو المستوى العلاقات الدبلوماسية في منطقة الأمريكيتين لتثبيط الجهود التي تبذلها الدول، بما في ذلك كوبا وفنزويلا وروسيا، لزيادة نفوذها في المنطقة على حساب سلامة الولايات المتحدة وأمنها. نسّق المسؤولون مع بقيّة الوكالات الحكومية الأمريكية لتعزيز الروابط الدبلوماسية وتقديم المساعدة الإنسانية والتقنية لمنع دول المنطقة من قبول المساعدة من هذه الدول ذات النوايا السيئة. تضمّ الأمثلة استخدام مكتب الملحق الصحي في البرازيل لإقناعها برفض لقاح كوفيد-19 الروسي، وكذلك تقديم المساعدة التقنية لبنما كي لا تقبل عرض حضور أطباء كوبيين إليها».

وخلال 2020 رفضت الحكومة البرازيلية السعي للحصول على أيّ لقاح عدا أسترازينيكا، الأمر الذي حيّر جميع الخبراء الطبيين. وطلبت مجموعة من الحكومات المحلية بشكل خطي استقالة وزير الصحة.

وفي وقت لاحق نشر حساب لقاح سبوتنيك V الروسي الرسمي على تويتر تغريدة تشير إلى أن صعوبات حصول على موافقة للقاح في البرازيل تعود لأسباب سياسية، وبأن وكالة التفتيش الصحي الوطنية البرازيلية، قد رفضت طلباً لشركة Anvisa  لاستيراد الدواء، بحجة انتظار الحصول على «المعلومات الناقصة» عن اللقاح. وعلّق القائمون على إنتاج اللقاح، بأنّ سبب التأخير يعود للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على البرازيل.

وفي 21 أيار الماضي كشف عضو مجلس الشيوخ البرازيلي رينان كاليروس عن اتهامات بالإهمال قد ترقى إلى جرائم جنائية يواجهها رئيس الحكم اليمينيّ العسكري في البلاد، جاير بولسونارو، حيث تم فتح تحقيق في إدارة حكومته لأزمة كورونا، وأشار السيناتور الذي يقود التحقيق إلى اعتقاده آنذاك بأن «كل شيء يشير إلى ذلك الاتجاه» (اتجاه ارتكاب جريمة جنائية بإهمال متعمّد لاستجرار اللقاح). كما لفت السيناتور أيضاً إلى أنّ «الرئيس البرازيلي أنكر المرض في البداية واعتبره إنفلونزا، ثم اعترض على العزل الاجتماعي والإغلاق، وبعد ذلك قلل من أهمية استخدام الكمامات وشجع الحشود على التجمع».

وفي 8 من أيار الماضي كانت شركة Uniao Quimica البرازيلية قد أعلنت أنها ستبدأ بإنتاج لقاح سبوتنيك V الروسي المضاد لفيروس كورونا دون انتظار ترخيصه من وكالة الرقابة الصحية البرازيلية.

وتمكنت البرازيل من تحصين أكثر من 47 مليون فرد بجرعة واحدة على الأقل من اللقاحات الواقية من الفيروس وهو ما يساوي 22,6% من سكانها. واللقاح الرئيسي كان أسترازينيكا البريطاني-السويدي. وسجل البلد نحو 17 مليون إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وأكثر من 470 ألف وفاة. واحتلّ المرتبة الثالثة عالمياً بعدد الوفيات بهذا المرض الوبائي.

وكان الرئيس البرازيلي بولسونارو أطلق تصريحات عدائية مؤخراً ضدّ الصّين مضمونها أنّ جائحة كوفيد ما هي سوى «حرب جرثومية شنّتها الصين عمداً».

ويجدر بالذكر أنّ بولسونارو من الزعماء الحاضرين في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي تختم فعاليته اليوم 5 حزيران في روسيا بعد انعقد اعتباراً من الثاني من الشهر الجاري.

 

معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون
آخر تعديل على السبت, 05 حزيران/يونيو 2021 11:48