القوات الأوكرانية تصعّد في الدونباس، وبوتين يهاتف ميركل
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً يوم أمس الخميس مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل طيفاً من المسائل الدولية، على رأسها آخر المستجدات في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.
ويأتي ذلك بعد تصعيد جديد من حدة التوتر ومخاوف متزايدة من اندلاع جولة جديدة من الصراع العسكري جنوب شرقي أوكرانيا، حيث كثفت قوات حكومة كييف في الفترة الأخيرة عملياتها ضد جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين حكماً ذاتياً.
وأكد الكرملين في بيان له أن بوتين وميركل تبادلا خلال المكالمة الآراء بشأن المسائل المتعلقة بتسوية النزاع الأوكراني، مشيراً إلى أنّهما كلاهما أعربا عن القلق إزاء زيادة التوترات في دونباس.
وذكر البيان أن الرئيس الروسي لفت اهتمام المستشارة الألمانية إلى «التصرفات الاستفزازية من قبل كييف التي تزيد في الآونة الأخيرة بشكل منهجي من حدة التوتر عند خط التماس» في جنوب شرقي أوكرانيا.
وتم التأكيد خلال المكالمة، حسب بيان الرئاسة الروسية، على ضرورة أن تلتزم حكومة كييف على نحو صارم بالاتفاقات المبرمة سابقاً، ولا سيّما بشأن إطلاق حوار مباشر مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وتحديد الوضع الخاص لمنطقة دونباس ضمن الدولة الأوكرانية.
ولفت البيان إلى أن بوتين وميركل حثّا أطراف النزاع على ضبط النفس وتفعيل العملية التفاوضية بهدف تطبيق مجموعة اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية بالكامل.
وأكد الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية سعي بلديهما إلى مواصلة تنسيق الجهود بين دولتيهما في هذا الاتجاه على مستوى المستشارين السياسيين ووزارتي الخارجية، وخاصة ضمن إطار «رباعي النورماندي».
من جانبها، أعلنت الحكومة الألمانية في بيان لها، أن ميركل طلبت من بوتين في المقابلة وقف حشد القوات الروسية قرب حدود أوكرانيا لوقف التصعيد.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قد سبق أنْ صرح للصحفيين أول أمس الأربعاء: «أكرر مرة أخرى ما سبق أن أكدته مراراً: لم ولا تهدد روسيا أحداً ولا تشكل خطراً على أحد. القوات المسلحة الروسية منتشرة في تلك المناطق التي يعد تواجدها فيها مطلوباً ومناسباً، وسيستمر هذا الانتشار ما دام قيادتنا العسكرية وقائدنا العام يرون ذلك مناسباً».
وبالإضافة إلى المستجدات في دونباس، تبادل بوتين وميركل، حسب بيان الكرملين، الآراء بشأن قضايا دولية أخرى، منها الملف السوري، حيث تم التأكيد على إعطاء الأولوية لأهداف تحسين الظروف الإنسانية في هذا البلد.
وشدد الجانب الروسي خلال المكالمة على أنه من غير المقبول تسييس المسائل المتعلقة بتقديم مساعدات من الخارج إلى الشعب السوري وإعادة إعمار البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية وعودة اللاجئين.
كما بحث الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية خلال المكالمة آخر التطورات في ليبيا، ورحّبا بتشكيل مؤسسات حكم مركزية انتقالية في هذا البلد.
وأعرب بوتين وميركل عن استعداد موسكو وبرلين للإسهام في جهود تطبيع الوضع وتقديم التنمية السلمية في ليبيا، واتفقا على مواصلة التنسيق في هذا الاتجاه.
كما بحث الزعيمان الأوضاع في منطقة البلقان، مع التشديد على ضرورة مواصلة تنسيق الخطوات الرامية لضمان الاستقرار والوئام بين الأعراق في البوسنة والهرسك، وخاصة مع مراعاة قرارات اللجنة التوجيهية التابعة للمجلس المعني بتطبيق اتفاقية الإطار العام للسلام (اتفاقية دايتون) المبرمة في عام 1995.
وأكد الكرملين أن المكالمة تطرقت، بمبادرة من المستشارة الألمانية، إلى قضية الناشط المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، دون شرح المزيد من التفاصيل.
كما استعرض الجانبان بمبادرة من بوتين «بعض المسائل المتعلقة بأنشطة وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية الأجنبية في كلا الدولتين».
معلومات إضافية
- المصدر:
- روسيا اليوم