47 لاجئاً من الروهينغا في البحر تتقاذفهم الدّول وتتوعّدهم بترحيل قسري
تلقى ركاب قارب يحمل 47 لاجئاً من الروهينغا أمس السبت مساعدات من الهند، بينما يُجري مسؤولون محادثات لإعادتهم إلى بنغلاديش.
القارب الذي أبحر من مخيم كوكس بازار الضخم للاجئين في بنغلاديش كان يحمل 56 امرأة وثماني فتيات و21 رجلاً وخمسة صبية، وانجرف بعد ذلك في المياه الدولية بعد مغادرته يوم 11 شباط على أمل الوصول إلى ماليزيا، إلا أن بنغلاديش ترفض إعادتهم إليها وتقول إنها غير مسؤولة عنهم، وإن المسؤولية تقع على عاتق الهند أو ميانمار.
وتبدو التصريحات حول أرقام اللاجئين على القارب الناجين منهم والمتوفين متضاربة، إذ قال وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن إن بلاده «ليست ملزمة» بإيواء 81 لاجئاً من مسلمي الروهينغا انجرف قاربهم منذ نحو أسبوعين في بحر أندامان وتعكف الهند على تقديم يد العون لهم الآن.
وكان مسؤولون هنود قد قالوا الجمعة إن خفر السواحل الهندي عثر على ناجين بينما لقي 8 حتفهم على متن قارب صيد وإنهم يحاولون ترتيب نقلهم إلى بنغلاديش. ورغم أن الهند زودت اللاجئين بالطعام والشراب، فإنها لا تعتزم نقلهم إلى أراضيها.
لكن عبد المؤمن قال لـ«رويترز» إن بنغلاديش تتوقع من الهند، وهي أقرب دولة، أو ميانمار، وطن الروهينغا (الذي لا يعترف بهم حكامه السابقون ولا الحاليّون).
وأضاف متحدثاً من الولايات المتحدة: «ليسوا من مواطني بنغلاديش، هم في الواقع من مواطني ميانمار. تم العثور عليهم على بعد 1700 كيلومتر من مياه بنغلاديش، وبالتالي ليس علينا أي التزام بأخذهم».
وقال عبر الهاتف: «لقد كانوا على بعد 147 كيلومتراً من الأراضي الهندية، وعلى بعد 324 كيلومتراً من ميانمار»، مضيفاً أنه يتعين على دول ومنظمات أخرى رعاية هؤلاء اللاجئين. ولم تعلق وزارة الخارجية الهندية على الوضع.
والهند ليست من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين التي تنص على حقوق اللاجئين ومسؤوليات الدول فيما يتعلق بحمايتهم، كما أنه ليس لديها قانون يحمي اللاجئين رغم أنها تستضيف حالياً ما يزيد على 200 ألف لاجئ بعضهم من الروهينغا.
ويعيش ما يربو على مليون لاجئ من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية في مخيمات مكتظة في بنغلاديش ذات الغالبية المسلمة، منهم عشرات الألوف الذين فروا بعد أن حملات عنف وقمع دامية ضدهم في عام 2017 أيّدتها حكومتها أونغ سان سو كي المقربة من واشنطن والتي جرى الانقلاب عليها من الجيش مؤخراً.
وفي أحيان كثيرة، يُغري مهربو البشر لاجئي الروهينغا بوعود بالعمل في دول جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا. ودقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر فيما يتعلق بهذا القارب الأسبوع الماضي.
وكان العديد من الناجين، وفقاً لمسؤولين هنود، في حالة إعياء ويعانون من الجفاف الشديد بعد أن نفد الطعام والماء إثر تعطل محرك القارب بعد أربعة أيام من بدء رحلتهم. وتساءل عبد المؤمن: «هل تعهدت بنغلاديش بالتزام عالمي وبتحمل المسؤولية عن استقبال جميع الروهينغا أو راكبي القوارب القادمين من أنحاء العالم؟». وأردف قائلاً: «لا، على الإطلاق». وأضاف أن على مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحمل المسؤولية لأن حوالي 47 لاجئاً على متن هذا القارب يحملون بطاقات هوية من مكتب المفوضية في بنغلاديش تفيد بأنهم مواطنون نازحون من ميانمار.
وتساءل: «إذا كانوا يحملون بطاقات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فلماذا تسمح للمهربين بأخذ حاملي بطاقاتها ليكونوا في مهب الريح بأعالي البحار مما يفضي بهم للموت؟».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات