استعدادات أمنية وعسكرية غير مسبوقة خوفاً من (حرب أهلية) يوم تنصيب بايدن
كشف عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري بيتر مايجر عن مخاوف زملائه من تعرضهم لمخاطر أمنية على خلفية التوتر الجاري ببلادهم، مما دفعهم إلى اتخاذ احتياطات أمنية إضافية غير مسبوقة تحسباً للطوارئ.
وأوضح مايجر في حديثه صباح الخميس إلى القناة التلفزيونية الأمريكية «أم أس أن بي سي»، أن التخوف من حدوث أعمال عنف، كالتي وقعت مؤخراً باقتحام مبنى الكونغرس في واشنطن، يدفع أعضاء هذه المؤسسة التشريعية إلى اقتناء سترات واقية من الرصاص وتغيير سلوكهم اليومي حتى لا يكونوا فريسة سهلة للمتربصين المحتملين بهم. وأضاف «العديد منا يقوم بتغيير روتينه اليومي والعمل على حيازة السترات الواقية، التي تعد نفقات قابلة للتعويض من طرف الكونغرس»، مضيفاً أنه «من المحزن أننا وصلنا إلى هذا الحد، غير أن توقعنا هو أن شخصاً ما قد يحاول قتلنا».
وأكد عضو الكونغرس الجمهوري لصحيفة «ديترويت فري برس» أنه شخصياً قد اقتنى سترة واقية من الرصاص، وهناك بين زملائه من يعمل على تأمين سلامته بواسطة فريق من المرافقين الذين يسهرون على حمايتهم، خصوصاً أثناء الأسفار.
هذا وتتخذ السلطات الأمريكية إجراءات أمنية استثنائية في العاصمة واشنطن قبيل حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، تحسباً لاضطرابات جديدة بعد حادثة اقتحام الكابيتول. وهي إجراءات غير مسبوقة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. فلقد بادرت أجهزة الأمن أمس الخميس إلى إغلاق وسط العاصمة، مع نشر أكثر من 20 ألف عنصر مسلح من الحرس الوطني هناك، وتم تعليق حركة النقل في معظم أنحاء وسط المدينة التي صارت تشبه «المنطقة الخضراء» في بغداد.
وأفادت وسائل إعلام مختلفة، منها شبكة CNN، بأن «الخدمة السرية» (وهي الجهة المعنية بضمان الأمن خلال حفل تنصيب بايدن) قررت، في إجراء غير مسبوق، إغلاق متنزه ناشونال مول (الذي يجتمع فيه عادة آلاف المواطنين خلال حفلات التنصيب) بالكامل.
وذكرت قناة «abcnews» أنه تم تعزيز الأمن حول العاصمة إلى مستوى غير مسبوق، حيث تم تحصين مبنى الكابيتول بسياج يبلغ ارتفاعه 7 أقدام مغطى بأسلاك شائكة وخلفه المئات من رجال الحرس الوطني المسلحين. وقالت إن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، وفي إجراء غير مسبوق أيضاً منذ هجمات 11 سبتمبر، قد أصدر مذكرة داخلية تحذر من أن مجموعة مسلحة تعتزم اقتحام المقار الحكومية في كل الولايات الـ50 احتجاجاً على تنصيب بايدن، لافتةً إلى أن عناصر مسلحين ينوون التوجه إلى واشنطن.
وأعلن قائد شرطة واشنطن، روبرت كونتي عن وجود خطر أمني كبير من المتطرفين. وأعرب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، خلال إحاطة بواسطة الفيديو قدمها لنائب الرئيس مايك بينس، عن قلق FBI إزاء أعمال عنف محتملة خلال حملات احتجاجية من المفترض أن تنظم في الأيام القادمة في واشنطن وأمام مباني الهيئات التشريعية في كافة الولايات، وقد يشارك فيها عناصر مسلحون.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن FBI أوصت الشرطة في كافة أنحاء البلاد بتوخي الحيطة وتبادل المعطيات الاستخباراتية تحسباً لأنشطة متطرفة محتملة.
كما تم رفع مستوى الإجراءات لضمان أمن كبار المسؤولين في العاصمة، بعد أن أعلنت عمدة المدينة موريل باوزر عن تلقيها تهديدات بالقتل، فيما أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن الرئيس المنتخب بايدن تراجع عن خططه للتوجه إلى حفل تنصيبه من مدينته ويلمنغتون الواقعة في ولاية ديلاوير بواسطة قطار.
في غضون ذلك، فرضت أكبر شركات الطيران الأمريكية حظراً على نقل أسلحة مرخص بها في حقائب المسافرين المتوجهين إلى واشنطن. وحث المسؤولون في واشنطن المواطنين على البقاء في منازلهم بدلاً عن الاحتفال بتنصيب بايدن في الخارج، فيما أغلقت فنادق وسط المدينة وشركة «إير بي إن بي» باب استئجار الغرف وأماكن السكن خلال الفعالية.
وكانت الشرطة قد اعتقلت عدة أشخاص صودرت منهم أسلحة وذخيرة حية، ويرجح أنهم كانوا يخططون لارتكاب أعمال شغب احتجاجاً على تنصيب بايدن، فيما لا يزال البحث مستمراً عن شخص زرع عبوتين ناسفتين في محيط مبنى الكابيتول في السادس من الشهر الجاري.
وتزايدت المخاوف الأمنية بشأن حفل تنصيب بايدن بعد أن أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن عشرات المدرجين على قائمة FBI للإرهاب كانوا بين مئات أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين اقتحموا في السادس من الجاري مبنى الكابيتول في محاولة لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن، ما أودى بأرواح خمسة أشخاص على الأقل بينهم ضابط شرطة.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وسائل إعلام أمريكية ووكالات