تشوركين: شعب القرم قرر مصيره عبر استفتاء حر.. وعلى واشنطن التوقف عن الإساءة لروسيا
أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن شعب القرم جسد حقه في تقرير المصير وفقا للقانون الدولي، وبأسلوب ديموقراطي ودون تدخل خارجي.
وأضاف تشوركين في جلسة مجلس الأمن اليوم الأربعاء 19 مارس / آذار أن شعب القرم قرر مصيره الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية عبر استفتاء حر، كما أنه توجه إلى روسيا الاتحادية بطلب للانضمام إليها.
وشدد المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة على أن شعب القرم حدد اختياره، كما فعل الشعب الروسي ذلك أيضا، مضيفا أن هذا الاختيار يجب أن يُقبل ويُحترم من قبل الجميع.
تشوركين: على الولايات المتحدة أن تتوقف عن الإساءة إلى روسيا إذا أرادت مواصلة التعاون معها في مجلس الأمن
وطالب تشوركين نظيرته الأمريكية سامانثا باور بأن تتوقف الولايات المتحدة عن الإساءة إلى روسيا إذا رغبت في مواصلة التعاون معها في إطار مجلس الأمن الدولي.
وقال إن موسكو "تعارض بشكل قاطع أي تصريحات هجومية تجاه روسيا. وإذا أملت الولايات المتحدة بمواصلة تعاوننا في مجلس الأمن الدولي في المسائل الأخرى فيجب على السيدة باور أن تفهم ذلك".
يذكر أن باور هاجمت روسيا في خطاب ألقته في اجتماع المجلس واتهمتها بضم القرم إليها بشكل غير شرعي وكذلك غزو أراضي دولة أوكرانيا ذات السيادة.
تشوركين: إطلاق النار قرب القاعدة العسكرية الأوكرانية في القرم نظم على "أسلوب الميدان"
أشار فيتالي تشوركين أن حادث إطلاق النار بالقرب من القاعدة العسكرية الأوكرانية في القرم نظم على "أسلوب الميدان"، واصفا إياه بأنه "استفزاز مخطط له مسبقا".
وذكر أن السلطات الأوكرانية استعجلت في استغلال هذا الاستفزاز لمنح جنودهم الحق في استخدام الأسلحة. وقال المندوب الروسي إن سكان القرم سيعملون ما بوسعهم لمساعدة الشعب الروسي كله للحفاظ على السلام والهدوء في القرم.
وأضاف: "ولا تعرقلهم أية استفزازات مثلما حدث قبل يوم في سيمفيروبول حيث أدى إطلاق نار من قبل قناص مجهول من المبنى الواقع أمام القاعدة العسكرية الأوكرانية إلى مقتل شخصين وهما عنصر غير مسلح في كتائب الدفاع الذاتي وعسكري أوكراني".
وكان تشوركين قد دعا في الجلسات السابقة لمجلس الأمن الدولي الخاصة بأوكرانيا إلى إجراء تحقيق في الأنباء حول أعمال القناصة في كييف أثناء الاحتجاجات.
روسيا مستعدة للتعاون مع الشركاء الدوليين حول أوكرانيا
وقال فيتالي تشوركين إن روسيا مستعدة للتعاون مع "جميع الشركاء الدوليين المهتمين فعلا في تطبيع الأوضاع في أوكرانيا" على أساس حوار أوكراني واسع وبمشاركة جميع القوى السياسية المسؤولة وكل مناطق البلاد. وأضاف أن المقترح الروسي حول إنشاء مجموعة دعم لأوكرانيا الذي سلمته روسيا إلى شركائها قد يساعد في إنشاء آلية متعددة الجوانب للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن روسيا تنتظر رد فعل إيجابي على هذه المبادرة البناءة.
كما أكد أن روسيا لا تزال "تهدف إلى مواصلة مناقشة الاقتراحات الهادفة إلى تنفيذ اتفاق 21 فبراير الماضي بهدف إحلال النظام وبدء الإصلاح الدستوري الشامل في أوكرانيا ووقف استفزازات القوى القومية المتطرفة تجاه المواطنين الناطقين باللغة الروسية والروس جنوب شرق أوكرانيا وفي المناطق الأوكرانية الأخرى".
وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يمكن بمساعدة استخدام مراقبين من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومجلس أوروبا، وذلك بشرط ضمان نزاهة البعثة والتنسيق الواضح بشأن أماكن المرابطة في مختلف المناطق الأوكرانية.
الأمم المتحدة تؤكد وجود انتهاكات "غير واسعة" لحقوق الناطقين بالروسية في أوكرانيا.. وتشوركين يدعو إلى عدم تجاهلها
أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان شيمونوفيتش أن السكان الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية يتعرضون لهجمات و"لكن ليس بشكل واسع". وقال شيمونوفيتش أثناء عرض تقريره بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء 19 مارس/آذار: "كانت هناك على الأرجح حوادث تعرض ممثلي الأقلية الأوكرانية الناطقة باللغة الروسية لاضطهادات وهجمات".
وأشار إلى "ضرورة إجراء تحقيق في كل التأكيدات حول انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة الموجهة إلى الأقلية". وأضاف في الوقت نفسه أن "هذه الانتهاكات على ما يبدو لا تحمل طابعا واسعا ومنتظما".
ودعا شيمونوفيتش السلطات الأوكرانية إلى "ردع التصريحات المعادية للأجانب" في البلاد وضمان حرية التعبير، محذرا من أن التصريحات وسياسة التطرف القومي ستؤدي إلى نتائج معاكسة وتعميق الانقسام داخل المجتمع.
وعبر عن قلقه الشديد من الوضع في القرم التي تأتي منها حسب قوله أنباء عن اعتقالات غير شرعية وأعمال تعذيب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، مؤكدا أن الخطر الأكبر يواجه أولئك الذين عارضوا الأحداث السياسية الأخيرة في القرم وخاصة شعب تتار القرم. من جهته عبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن عدم موافقته على الصورة التي عرضها شيمونوفيتش الذي قضى في أوكرانيا أكثر من أسبوع لكن لم يزر القرم، داعيا إلى عدم تجاهل الانتهاكات العديدة التي تحدث في أوكرانيا.
وأشار إلى الهجوم الذي قام به النواب ونشطاء حزب "الحرية" على رئيس تحرير القناة الوطنية الأولى في أوكرانيا ألكسندر بانتيليمونوف. وقال تشوركين: "تجرى بدلا من ذلك محادثات حول "القلق" من الوضع في مجال حقوق الإنسان في القرم التي تحافظ سلطاتها على النظام وسيادة القانون بفضل جهود السكان وكتائب الدفاع الذاتي، وتقدم ضمانات لجميع الأقليات بلا استثناء". وذكر أنه ستُستخدم في أراضي شبه الجزيرة وفق معاهدة ضم جمهورية القرم إلى روسيا ثلاثة لغات ذات حقوق متساوية وهي الروسية والأوكرانية ولغة تتار القرم.