الحزب الشيوعي السوداني يناشد أطراف الصراع في دولة الجنوب وقف القتال
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، الأحد 12/1/2014، بياناً جماهيرياً حول الوضع في الجنوب هذا نصه :
ظللنا نتابع ونراقب ما يجري في جنوب السودان بأسى بالغ لما تفرزه الصراعات في جنوب الوطن الكبير السودان وفي الدولة الشقيقة الوليدة دولة جنوب السودان، من حرب ودمار واقتتال أودى بحياة المئات من المواطنين العزل.
نحن في الحزب الشيوعي كنا وما زلنا مع وحدة السودان، ولكننا احترمنا إرادة ورغبة وتطلعات الشعب في جنوب السودان لإقامة دولة ديمقراطية ترعى وتلبي مطالبه التي ناضل من أجلها عشرات السنين وعبر الزمن منذ أن نال السودان استقلاله عام 1956.
لقد راح ضحية الحرب الأهلية التي استمرت لنصف قرن من الزمان أكثر من 2 مليون مواطن، وهروب الملايين من جحيم الحرب للشمال ودول الجوار ، كما انهارت البني التحتية بالجنوب علي قلتها وانعدام الأمن والاستقرار هنالك. أفضت تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية إلي اتفاقية السلام الشامل وانتهت بإقامة الدولة الحديثة في الجنوب والتي كان ومازال مأمولاً أن تفتح الطريق إلي دولة ديمقراطية حقيقية تحقق آمال شعب جنوب السودان في البناء والتنمية.
إن حل الخلافات عن طريق السلاح، والاقتتال لن يؤدي إلا للرجوع مرة أخري لدمار الجنوب وتوقف عجلة الإنتاج وحركة الاقتصاد وللخسائر البشرية التي لا يمكن تعويضها بالإضافة للنزوح والتشريد وفقدان المأوي والممتلكات وهو الثمن الفادح الذي يدفعه عشرات الآلاف ممن تدور الحرب في مناطقهم . إضافة للتداعيات التي يخلفها اتساع رقعة القتال من أحقاد قبلية وتدخلات أجنبية في الشأن الجنوبي .
نلاحظ ان الحكومة الامريكية ارسلت جنودها بحجة اجلاء رعاياها من مناطق الحرب كما تدخل الجيش اليوغندي بنفس الحجة، وإذا حذت الدول التي لها رعايا نفس الحجج سيتحول الجنوب الى ميدان معارك بضمه لجيوش عشرات الدول، إننا ضد التدخل العسكري من أي دولة مهما كانت الحجج. وإن وجود جيوش دول في الجنوب يعد انتهاكا للسيادة الوطنية .
إننا ندعو الفرقاء المتحاربين لوقف الحرب الفوري، والقبول بالحوار وسيلة لحل الخلافات والاتفاق علي برنامج يفتح آفاق تحول ديمقراطي حقيقي ويؤدي للتنمية المنشودة لصالح المواطن في جنوب السودان، ونضع يدنا مع مبادرة دول الإيقاد لإيجاد تسوية سلمية كما ونرحب بتصريحات الرئيس سيلفاكير والسيد ريك مشار بشأن القبول بمبدأ التفاوض .
بالرغم من أن جلوس الطرفين للحوار قد يؤدي الى وقف الاقتتال الا انه لن يحل مشكلة الصراع السياسي بين مختلف وجهات النظر ولن يؤدي الى تحول ديمقراطي حقيقي، إذ لابد للوصول لحل مستدام وديمقراطية راسخة وبرنامج تنموي يصب في مصلحة المواطن الجنوبي وأن تشارك في التفاوض كل القوى السياسية الجنوبية وكل الفصائل. وأن نأخذ في الاعتبار ان الحلول الثنائية قد جربناها في السودان ولم تؤدي الى حلول لقضايا الوطن فكل الاتفاقات سواء في نيفاشا وابوجا والدوحة أعادت إنتاج الأزمة من جديد.