جميل: دي ميستورا ملزم بدعوة أطراف المعارضة كلها بحكم القرار «2254»
أجرت قناة سكاي نيوز لقاءً تلفزيونياً مع د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، الموجود حالياً في سويسرا تحضيراً لجنيف3 التي تلقى مع عدد من شخصيات وقوى المعارضة السورية الدعوات الرسمية لحضوره. وكان الحوار التالي:
اسمك ضمن القائمة التي قدمها هيثم مناع، هل أنت مع أن تحضر القائمة بجميع الأسماء، أو أن لا يحضر أحد منها إذا ما تم التدخل في هذه القائمة؟
- القائمة تم تقديمها من مجموعة كبير من المعارضة السورية، ونحن نصر على حضور كل أطراف الوفد، «وفد السوريين العلمانيين الديمقراطيين»، ولكن بآن واحد نرى أن هذا الموقع الذي احتلته اليوم المعارضة الوطنية السورية، يجب أن يجري تعبئته فوراً، وأن نستمر بالضغط كي لا يغيب أحد بتاتاً، من أعضاء الوفد عن جنيف.
- في الرياض قال المعارضون أن الدول الصديقة لا تقدم الدعم اللازم، هل تشعرون بالأمر نفسه تجاه روسيا التي من المفترض أن تكون هي الطرف الداعم لوجودكم، وهي التي بدأت على ما يبدو تدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة وتركيا لتغيير الحضور في الوفد؟
- الحقيقية لا نشعر بتغير في الموقف الروسي، ولكن لا نشعر بالحزم الكافي من الطرف الأمريكي. حالياً إذا ما اتفق الروس والأمريكيون على أن يحضر وفدنا كاملاً بدون أية إملاءات من أي طرف ثالث، فسيتم الحضور. ولكن من غير المفهوم لماذا يستطيع طرف ثالث، أن يفرض شروطه على الأمم المتحدة، وأن يستجيب الأمريكيون له، ويطلبوا مهلة من أجل تجاوز هذه العقبات. دي مستورا لديه الصلاحية كاملة، من مجلس الأمن، وهو ملزم لدعوة أطراف المعارضة جميعها، وعدم دعوته الأطراف جميعها هو خرق بحد ذاته لقرار مجلس الأمن الذي طالب بأن تحضر المعارضة متمثلة بالمجموعات التي ساهمت في المؤتمرات الثلاثة: القاهرة، وموسكو والرياض، بأن تحضر إلى جنيف.
اليوم يجري إقصاء مجموعة، وهي هامة، ولها وزنها على الأرض، وهي مجموعة الاتحاد الديمقراطي. لذلك نحن نرفض الإملاءات الخارجية، ونصر على الأمم المتحدة أن تمارس دورها كاملاً كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن.
- برأيك هناك صيغة تحدثت عنها موسكو، بإمكانية انضمام وفدكم، والاتحاد الديمقراطي من ضمنه، في مرحلة لاحقة، وأن لا يحضر الآن في الافتتاح، بل لاحقاً في ظل المفاوضات التي ستأخذ أسبوعين، ثم استراحة ثم أسبوعين، هل من الممكن مناقشة هذه الصيغة التوافقية بأن تحضروا في الجولات القادمة؟
- أنا من جهتي كنت البارحة في لوزان، وقمنا بمشاورات مع أطراف وفد المعارضة العلمانية الديمقراطية، واجتمعنا مع السفير الروسي مساءٍ، ولم أسمع كلاماً كهذا. هناك إصرار من الطرف الروسي، على حضور الجميع فوراً. لكن الأمريكيين، وأمام العقبات التي تضعها بعض القوى الإقليمية، يطلبون وقتاً مستقطعاً من أجل حضور الاتحاد الديمقراطي وحلفائه المفاوضات. ونحن من جهتنا لا نرى أي تناقض بين حضورنا مباشرة، والمباشرة بمهامنا ومسؤولياتنا تجاه شعبناً، وضرورة حضور الاتحاد الديمقراطي هذه المحادثات. يجب أن لا تتخلى الأمم المتحدة، والسيد دي مستورا، عن دوره المنصوص عليه في مجلس الأمن. فإذا لم يوجه الدعوات إلى أعضاء وفدنا كاملاً، فهذا يعني التنازل أمام ضغوط إقليمية، وعدم تنفيذ قرار مجلس الامن، ويعني عرقلة للمفاوضات التي ستجري في جنيف، وسيلحق ضرراً كبيراً بها، ويجعل خطر الفشل يحوم حولها.
- هل تخطينا مرحلة مشاركتكم بشكل شخصي، وبصفتكم مستشارين، أم مازال هذا مطروحاً، وهل تقصد بأن وفد الرياض، إذا ما آتى لوحده ستكون المحادثات، بين وفد النظام، وبين التيارات الإسلامية، باعتبار أنك تكرر بأن وفدكم هو وفد الديمقراطيين العلمانيين؟
- تم بشكل مشترك تسمية وفدنا وفد السوريين العلمانيين الديمقراطيين، وهي تسمية جديدة، وهذا أولاً. أما ثانياً، فنحن قاتلنا لمدة سنتين، ليحصل تمثيل للمعارضة كلها في جنيف، خلافاً لجنيف2 الذي كان أحد أهم أسباب فشله، أحادية تمثيل المعارضة. لذلك لن نتخلى عن المواقع التي استطعنا الوصول إليها. ثالثاً، توجهت إلينا رسائل بالمحتوى ذاته الذي توجهت به لوفد الرياض، أي أننا لسنا وفداً استشارياً، بل وفداً كامل الحقوق، بالعدد والصلاحيات. ومفردة «استشاري» ظهرت إعلامياً، ولا أرى لها أساساً من الصحة. الفرق الوحيد أن الدعوات وجهت إلينا شخصية، لأننا لم نكن قد اجتمعنا بعد، بسبب التباعد الجغرافي، بينما «الرياض» كان من الممكن أن يتم توجيه دعوة إلى رئيس اللجنة التفاوضية الذي عينوه، وأن يطلبوا منه إرسال 15 مفاوضاً. هذا هو سبب إرسال الدعوات الشخصية، ولا نقبل بأن نكون استشاريين أو أن تكون حقوقنا أقل من الوفد المفاوض الآخر. كلنا سوريون ولنا الصلاحيات ذاتها على طاولة جنيف.
- مصطلح الاستشاريين ربما طرح في الأمم المتحدة لتهدئة وفد الرياض وإقناعه، لكن ماذا لو كان كما قال لنا جورج صبرة، بأن دي ميستورا وعده بأن يكون هناك وفد واحد من معارضة الرياض في المفاوضات، فماذا لو تم استثنائكم من هذه الجولة، ما التداعيات المترتبة على ذلك؟
- أولاً لن يتم استثنائنا، لأن الدعوات قد أرسلت، وأنا أكلمكم من جنيف على أساس رسالة الدعوة التي وصلت إلي، من دي ميستورا، وأنتظر رفاقي من دمشق الذين سيتوالون إلى جنيف خلال الساعات والأيام القليلة القادمة. وسنسعى لأن يكون وفدنا كاملاً، وألا يستثنى أحد منه بأية حجة كانت. لذلك الدعوة لم توجه فقط إلى مجموعة الرياض، بل إلى المجموعات التي عملت في موسكو والقاهرة. ونحن شكلنا وفداً موحداً من مجموعتي موسكو والقاهرة وسيكون كامل الصلاحيات. ومن المؤكد أننا سنكون مشاركين في بداية المفاوضات، وسنسعى إلى تذليل العقبة التي توضع أمام حضور الاتحاد الديمقراطي، عاجلاً أم آجلاً. وبالأحوال كلها، لا يمنّي أحد النفس بأن ننسحب من المفاوضات، لأننا سنستمر وسنطالب بالطرق الملموسة والعملية بحضور الوفد كله.
- حتى الآن هناك اجتماع روسي أمريكي حول اجتماع أمني في 11 شباط، في زيوريخ، وهو ما يوحي بان الولايات المتحدة وروسيا غير مهتمتين إلى حد بعيد بما يجري في المفاوضات، من تأخير، كأنهما حسمتا أمرهما وبدأتا حتى التخطيط لاجتماعات قادمة، برأيك هل هناك اتفاق روسي أمريكي تام، المعارضة السورية هي التي تجد صعوبة في هضمه؟
- لا أعتقد أنه هناك خلاف من حيث المبدأ، قد يجري خلاف حول التفاصيل، وإحداها ما تحدثنا عنه اليوم، حول الاتحاد الديمقراطي وتمثيله، فالخلاف هو متى يحضر، وهو خلاف قد يكون هام ولكنه بسيط. نحن برأينا بأنه يجب أن يحضر منذ بداية المفاوضات. وسوى هذا الأمر لا أرى أن هناك خلافاً روسياً أمريكياً واضحاً.