القيادات العسكرية الأميركية العليا غير متحمسة للعدوان على سورية
لا تزال القيادات العسكرية العليا في البنتاغون على موقفها غير المتحمس للعدوان على سورية، بينما أقطاب معسكر الحرب عازمون على "نشر أنباء تنسب للبيت الأبيض،" بين الفينة والأخرى، تروج "لترتيبات تجري وإنجاز العمل بخططٍ عسكرية" ضد سورية، بما فيها "إنشاء مناطق حظر للطيران".
ونقلت يومية "فورين بوليسي" عن أحد الناطقين باسم البنتاغون، ديفيد لابان، نفيه لما روج له قبل نحو أسبوعين لخيارٍ عسكري بغية "إكراه" الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات إضافية قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2. ومضت بالقول إن إحجام القادة العسكريين عن شن عدوان على سورية، يعود إلى قناعتهم بأن حجم القوات العسكرية الأميركية المتوفرة "لن تستطيع تغيير المعادلة الميدانية" في الأزمة السورية، فضلاً عن "عديد الأسلحة والمعدات الفتاكة المتطورة التي يفترض تقديمها للمعارضة المسلحة. لتخلص إلى القول إن "الأمر غير وارد". بل ان بعض الساسة أعربوا عن قناعتهم بأن "مسار ونهاية الحرب الأهلية في سورية لا يشكل ببساطة عاملاً هاماً يحفز (لحماية) المصالح القومية الأميركية .."
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس تقريراً نسب الى وكالة الإستخبارات المركزية، يكشف عن جهودها لتدريب مجندين إضافيين في قواعد أنشأتها في الاردن، ومن ثم إدخالهم إلى سورية على الفور "بعدما بدا واضحاً أن المعارضة المسلحة تخسر ليس تكتيكياً فحسب، بل على مستوى استراتيجي".
خلاصة الأمر ان "الجسم الأكبر من المستشارين (سياسيين وعسكريين) لا يبدي حماسة لحث الرئيس باراك أوباما على اتخاذ أي قرار من شأنه ضمان الإطاحة بالرئيس الاسد، بل نمارس خداع الذات .. في البحث عن خيارات للتدخل العسكري الأميركي في سورية"، بحسب تعبير الصحيفة.
فورين بوليسي أيضاً، رجحت أن يكون البيت الأبيض مصدر التخبط الإعلامي، عملاً بالقول المأثور لوزير الدفاع السابق، روبرت غيتس، "باستطاعة كل من الإدارات (المقبلة) شن حرب وقائية أحادية ضد بلد مسلم".