بشار الأسد: سورية دعمت مبادرة جنيف وتبني آمالاً عليها

بشار الأسد: سورية دعمت مبادرة جنيف وتبني آمالاً عليها

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن مشروع قرار دولي بشأن الأسلحة الكيميائية السورية لا يثير لديه قلقاً، وأشار إلى أن سورية تنتج هذا النوع من السلاح منذ عقود نظراً لكونها في حالة حرب ولديها أراض محتلة.

وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الصيني (سي سي تي في) في دمشق، أذيعت الاثنين 23/9/2013، إن الدول الثلاث التي قدمت المشروع (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) "تحاول فقط جعل نفسها منتصرة في حرب ضد سورية عدوهم الوهمي"، موضحاً أن الصين وروسيا تلعبان دوراً إيجابياً في مجلس الأمن الدولي لضمان عدم بقاء أي حجة للقيام بعمل عسكري ضد سورية.


واستطرد قائلاً "لست قلقاً.. فسورية منذ استقلالها ملتزمة بكل المعاهدات التي وقّعتها.. سنحترم كل شيء وافقنا على أن نفعله".
وأوضح الأسد أن "سورية تصنع الاسلحة الكيميائية منذ عشرات السنين فمن الطبيعي أن تكون هناك كميات كبيرة في البلد.. إننا دولة في حالة حرب ولدينا أراض محتلة منذ أكثر من 40 عاماً ولكن على أية حال فالجيش السوري مدرب على القتال باستخدام الأسلحة التقليدية".


كما أوضح الأسد أن المطلوب من الحكومة السورية تقديم معلومات وبيانات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحسب الاتفاقية الدولية وهذا ما قامت به، إضافة إلى تأمين وصول المفتشين إلى "مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية.. قد يكون هناك عقبة وحيدة تتمثل بالوضع الأمني في بعض المناطق التي يوجد فيها مسلحون.. ربما يريدون عرقلة وصول المفتشين.. ونعرف بأن هؤلاء الإرهابيين يعملون تحت إمرة دول أخرى ربما تدفع الإرهابيين للقيام بأعمال تعيق وصول المفتشين من أجل اتهام الحكومة السورية بأنها تعرقل تنفيذ الاتفاقية.. ولكن يبقى هذا مجرد احتمال.. لا نستطيع أن نقدر هذا الشيء إلا عند مجيء المفتشين إلى سورية".


وأشار الرئيس السوري إلى أن الأسلحة الكيميائية "دائماً تخزن لدى أي دولة ولدى أي جيش في شروط خاصة من أجل منع العبث بها من قبل الإرهابيين.. فلا يوجد قلق بالنسبة لهذا الموضوع.. الأسلحة الكيميائية في سورية موجودة في مناطق ومواقع آمنة.. هناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش العربي السوري".
وتابع الأسد قوله إن "الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبحث عن مبرر للحرب فتستطيع.. وهي لم تتوقف عن الحرب لأن هناك فقط اتفاقاً سورياً روسياً بالنسبة لتسليم الأسلحة الكيميائية.. وإنما لأن هناك رفضاً عالمياً ورفضاً داخل الولايات المتحدة للحرب على سورية.. لأن الأسباب غير مقنعة.. وكذلك الموقف الصيني والروسي داخل مجلس الأمن".


وشدد الرئيس السوري على عدم وجود مشكلة حقيقية في تأثير تسليم الأسلحة الكيميائية على الجيش السوري لأنه بني "على أساس الحرب التقليدية.. أسلحة الدمار الشامل تستخدم عندما يذهب الوضع باتجاه الأسوأ"، معيداً للأذهان أن سورية منذ عشر سنوات طرحت "على مجلس الأمن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.. ولو كان يؤثر على قدرات الجيش في سورية لما قمنا بطرح هذه المبادرة".


وقال الأسد في سياق رده على سؤال حول احتفاظ سورية بالسلاح الكيميائي "في الثمانينيات عندما بدأنا بإنتاجها.. كانت هناك فجوة بالنسبة للسلاح التقليدي بين سورية وإسرائيل.. وهي طبعاً العدو الذي يحتل أراضينا. بعد تلك الفترة.. في النصف الثاني من التسعينيات توقفت سورية عن إنتاج هذه الأسلحة.. أي توقفت منذ أكثر من نحو خمسة عشر عاماً.. بسبب أن الفجوة بالنسبة للأسلحة التقليدية تم ردم جزء منها".


وكشف الأسد أن ما تحصل عليه سورية من روسيا بشكل أساسي "هو أسلحة الدفاع الجوي المضادة للطائرات.. لأن الخطر الأكبر علينا يأتي من خلال الطيران الإسرائيلي"، موضحاً أن روسيا تسلم الأسلحة لسورية وفق العقود المبرمة بين البلدين وهذا الأمر "سيستمر وهو ليس له علاقة بالموضوع الكيميائي".


وفيما يخص الأدلة السورية على استعمال المعارضة للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، قال الأسد "هناك عدة أنواع من الأدلة مادية تشمل مواداً كيميائية مختلفة ووسائل تخزين.. تم إرسال هذه المواد للحكومة الروسية.. بعد أن دخل الجيش إلى مناطق وجود الإرهابيين وحصل على هذه المواد. وهناك أدلة أخرى هي اعترافات الإرهابيين الذين قاموا بنقل بعض هذه المواد من الدول المجاورة".


وأكد الأسد أن سورية منذ البداية دعمت مبادرة جنيف وتبني آمالاً على مؤتمر جنيف لإيمانها بأن العمل السياسي هو الطريق لحل المشاكل الكبرى، مشدداً على أن نجاح مؤتمر جنيف أو أي عمل سياسي يتطلب عواملاً مختلفة وبيئة تؤمن له ظروف النجاح. وأشار في هذا الصدد إلى أن "أول عامل يؤمن النجاح لمؤتمر جنيف هو إيقاف الأعمال الإرهابية وإيقاف دخول الإرهابيين من خارج سورية وإيقاف إمداد هؤلاء الإرهابيين بالسلاح والمال.. إن لم نقم بذلك فأي عمل سياسي يكون وهمياً".


واتهم الأسد بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بعرقلة انعقاد المؤتمر الدولي قائلاً "يريدون أن نصل لمؤتمر جنيف وقد تحقق شيء على الأرض من الناحية العسكرية لصالح الإرهابيين.. أيضاً هناك سبب آخر هو أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من توحيد ما يسمونها المعارضة.. ولكن نعتقد كما تعتقد روسيا والصين بأن الوقت الآن مناسب للقيام بهذه الخطوة".


وشدد الأسد "نحن لا نقبل بمفاوضة كل من يحمل السلاح.. نحن نتفاوض مع المعارضة.. والمعارضة هي عمل سياسي.. لا يمكن أن تكون المعارضة عملاً إرهابيا يقوم بقتل الناس.. لا توجد دولة في العالم تقبل بأن تفاوض الإرهابيين.. فلذلك نحن نفاوض كل من يلقي السلاح.. من جانب آخر نحن لا نقبل بمفاوضة كل من يقبل بالتدخل الأجنبي.. عدا عن ذلك لا يوجد لدينا أي مشكلة في أن نفاوض أي طرف من الأطراف".


وفيما يخص مسألة الترشح للرئاسة عام 2014 قال الأسد "هذا يعتمد على رغبة الشعب السوري"، مضيفاً أنه من البديهي أن يريد جزء من الشعب السوري ترشحه ولا يريد جزء آخر.


وفي سياق رده على سؤال حول دور الصين في الأزمة السورية، قال الأسد "الصين اليوم هي قوة عظمى.. فالموقف الصيني وخاصة من خلال التعاون بين الصين وروسيا كان موقفا أساسيا جدا أثر إيجابا على الأزمة السورية.. بمعنى لولا الموقف الصيني المتعاون مع الموقف الروسي لكان الوضع في سورية أسوأ بكثير مما هو عليه الآن وخاصة من خلال دورها في مجلس الأمن.. هذا الدور هو الذي منع عدداً من الدول الغربية الكبرى من أن تستخدم مجلس الأمن للقيام بالعدوان على سورية".


المصدر: وكالة سانا

آخر تعديل على الإثنين, 23 أيلول/سبتمبر 2013 19:03