الأمم المتحدة تعرض خطة عملها الجديدة في ليبيا
أعلنت الأمم المتحدة خارطة طريق الأربعاء لمسعى دولي متجدد لتجاوز مأزق سياسي في ليبيا وإنهاء الاضطرابات في البلاد التي أعقبت ثورة 2011.
وعرض مبعوث المنظمة الدولية إلى ليبيا غسان سلامة «خطة عمل» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تقترح تعديل اتفاق سلام أبرم في 2015 لكنه سرعان ما تعثر.
ولم تتمكن حكومة الوفاق الوطني، التي تشكلت بموجب اتفاق ديسمبر (كانون الأول) 2015، مطلقاً من تثبيت أركانها في العاصمة طرابلس وهو ما يترك ليبيا في صراع بين ثلاث حكومات مرتبطة بتحالفات مسلحة متنافسة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في خطاب إلى الأطراف المعنية الرئيسية: «أنا مقتنع أيضاً أنه توجد اليوم فرصة لإنهاء الأزمة التي طال أمدها وسببت معاناة ضخمة وساهمت في عدم الاستقرار فيما وراء حدود ليبيا. يتعين علينا جميعا أن ننتهز هذه اللحظة».
خطة عمل
واقترح سلامة، الذي تولى منصبه في أغسطس (آب)، تقليص عدد أعضاء المجلس الرئاسي إلى ثلاثة أعضاء ثم يقوم المجلس بعد ذلك بترشيح حكومة انتقالية جديدة.
وقال: «خطة العمل ليست من تصميمي بل من تصميم الليبيين. هم يريدون عملية شاملة.. سبيلاً للمضي قدما يحدد بوضوح المراحل والأهداف».
وأضاف أن «صياغة الخطة ستبدأ الأسبوع المقبل قبل عقد مؤتمر وطني لجميع الأطراف الليبية الرئيسية للمشاركة في العملية السياسية»، لكن إجراء تغييرات على اتفاق 2015 يستلزم موافقة من البرلمان المتمركز في الشرق والذي يمارس وظيفته بالكاد.
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على رئيس هذا البرلمان عقيلة صالح متهمين إياه بتعطيل العملية السياسية في ليبيا.
ومن المتوقع أن يبدأ وفد من برلمان الشرق التفاوض مع أعضاء من برلمان منافس آخر مقره طرابلس.
ويتعرض المشرعون من البرلمانين لضغوط من أجل التوصل لاتفاق بحلول 17 (كانون الأول) وهو اليوم الذي يقول معارضون «إنه موعد انقضاء اتفاق 2015».
كما يتعين على سلامة، الذي يقترح فيما يبدو أن تكون مدة العملية عاماً، أن يوازن بين الدعوات إلى إجراء انتخابات جديدة وبين الحاجة لإعداد إطار قانوني يمكن من خلاله إجراء هذه الانتخابات.
وتتطلب الانتخابات قانوناً انتخابياً وربما استفتاء لإقرار دستور جديد، وفي 2014 جرى الطعن على الانتخابات، مما أدى إلى تصعيد كبير في الصراع وانقسام المؤسسات الرئيسية في البلاد.
وقالت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، التي حاولت جميعها ممارسة نفوذها في الأسابيع القليلة الماضية، إنها تدعم بشكل كامل خطط سلامة.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «يتعين علينا أن نتوحد خلف خارطة الطريق. مصداقيتنا الجماعية على المحك في ليبيا».