استطلاع: ميلانشون يصعد إلى المرتبة الثالثة في نسب نوايا التصويت
للمرة الأولى، حصل المرشح اليساري عن حزب «فرنسا الأبية»، جان لوك ميلانشون، على 18% من نسب نوايا التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ليتقدم بذلك على منافسه الجمهوري، فرانسوا فيلون، الذي انخفضت نسب التصويت له إلى 17%.
ومع حصوله على هذه النسبة في استطلاع الرأي الذي أوردته وكالة الأنباء الفرنسية «AFP» مساء اليوم، يحلّ ميلانشون في المرتبة الثالثة من نسب نوايا التصويت، في مقابل بقاء كل من المرشحين، إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، في المرتبتين الأولى والثانية بنسبة 24% من نسب نوايا التصويت بعد أن طرأ انخفاض على حصتهما بنسبة بلغت 2% منذ آخر استطلاع للرأي.
وعقد ميلانشون اليوم مؤتمراً جماهيرياً في ميناء مارسيليا القديم، حضره حوالي 70 ألف شخص، استقبلوا المرشح بعبارة «مقاومة... مقاومة». بدوره، استهل ميلانشون كلامه بالتأكيد على أن حملته وجمهوره هم ورثة قوى التقدم في التاريخ الإنساني، قائلا: «ها نحن ذا هنا على موعدٍ مع الخط الأحمر الذي يعبر هذه الشواطئ جارياً منذ أن أعطت أنوار اليونان دفعة للديمقراطية إلى الأمام، منذ عصر النهضة، وإعلان حقوق الإنسان الصادرة عن الثورة العظمى»، داعياً الجمهور إلى «سماع الصرخة الصامتة والباردة التي تجري على الأمواج عبر هذا البحر الطيب»، متسائلاً: «كيف تحول البحر إلى مقبرة حيث غمرت الأمواج 30 ألف شخص؟ اسمعوا صمت الموت...».
وبعد أن وقف الحشد دقيقة صمت على أرواح ضحايا موجات الهجرة، أكد ميلانشون على ضرورة معالجة الهجرة، التي يعتبرها «نفياً إجبارياً»، من جذورها، من خلال رفض الاتفاقات الاقتصادية غير العادلة التي تغرق الشعوب ببضائع أنتجت بعملٍ قائم على أعلى درجات الاستغلال، مؤكدا بأن هذه الاتفاقات تؤدي إلى قتل النشاط الاقتصادي المحلي وفرص العمل وانفجار البطالة، ومطالباً بالتوقف عن تحميل شعوب الجنوب المسؤولية عن التغيرات المناخية التي يتحملون هم نتائجها الأساسية، تصحراً وجفافاً وارتفاعاً في درجات الحرارة، مؤكداً أن «الوقت قد حان لإنهاء الحروب التي تحطم هذه البلدان»، ومشدداً في الوقت ذاته على أن الدِّين ليس هو محرك الحرب، إنما المصالح الاقتصادية والسعي للحصول على المواد الأولية.
وحول العمل العسكري الأمريكي في سورية مؤخراً، حذر المرشح اليساري: «بعد ما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا، ها هم يستعدون لجرّنا إلى مغامرة جديدة... لا يمكن ضمان السلم عبر الاستعداد للحرب، فالسلم يمكن تأمينه فقط عبر العمل من أجله... لا نريد حرباً صغيرة ولا كبيرة في جزئنا هذا من العالم». مطالبا بنزع الأسلحة الكيمياوية في منطقة شرق المتوسط، بما في ذلك من «إسرائيل».
وأكد ميلانشون أنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، فسيعقد مؤتمراً دولياً حول قضايا الأمن، لمناقشة سبل توطيد السلام في القارة الأوروبية، كما أنه سيتخذ سلسلة من الخطوات الرامية إلى خفض درجة التوتر في العالم، بما في ذلك «سحب موافقة فرنسا على قرار حلف شمال الأطلسي بنشر عناصر الدرع الصاروخية في أراضي بولندا... وعلينا أن نخرج من الناتو، ومن الأفضل أن يكون ذلك عاجلاً».