لبنان... هكذا تتحضّر «المجموعات» ليوم الأربعاء!

لبنان... هكذا تتحضّر «المجموعات» ليوم الأربعاء!

بدت جميع المجموعات في الحراك المدني متفقة على إبقاء خلافاتها جانباً والتوحّد مرحلياً تحت برنامج المطالب الأربعة المرفوعة، إلا أن صيغة التنسيق، التي اتفقت عليها هذه المجموعات في الأسبوع الماضي، واستبعدت حالياً تشكيل إطار تنظيمي موحّد للتنسيق وأقرّت باستقلالية كل مجموعة،

ستسمح لكل مجموعة برفع سقف المطالب وفق ما تراه مناسباً، وهذا ما عكسته تصريحات الناشطين في هذه المجموعات.

يوضح الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي عمر ديب أن التحرّك يوم الأربعاء ليس مقتصراً على الاعتصام مساءً، ويدعو الى المشاركة الكثيفة في التجمعات التي ستحصل نهاراً بالتزامن مع انعقاد الحوار أينما كان مكان الاجتماع. لماذا تم التراجع عن فكرة تنظيم تظاهرة من حرج بيروت الى وسط بيروت؟ يجيب ديب: “لوجستياً، فضّلنا أن نجتمع في مكان واحد، لأن المسيرة تحتاج الى تحضيرات قوية، والموعد المطروح هو منتصف الأسبوع”.

تلعب حملة «طلعت ريحتكم» دوراً رئيسياً في التحضير لتحرك الأربعاء، يقول الناشط أسعد ذبيان إن الحملة تعمل “عبر الحشد على جبهة الإعلام من خلال المقابلات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي”. ويضيف إنه “يتم توزيع منشورات ووضع ملصقات في المناطق. الاعتماد الأساسي هذه المرة على الناشطين الذين بادروا الى تنظيم التحركات في المناطق من أجل الحشد. كما ستعقد اجتماعات تنسيقية بين مجموعات عدة خلال هذين اليومين لتوضيح شكل التحرك في 9 أيلول”.

من جهتها، تتخذ حملة «بدنا نحاسب» من تحرّكاتها الميدانية وسقف مطالبها الأعلى من “طلعت ريحتكم” وسائل أساسية للتحضير لتحرّك الأربعاء، وقد دعت الحملة الى اعتصام عند السادسة من مساء غد الثلاثاء أمام مؤسسة كهرباء لبنان في مار مخايل. وكانت هذه الحملة قد نجحت، الأسبوع الماضي، في الضغط على محافظ بيروت لاتخاذ قرار بتعليق تركيب “البارك ميتر” على الكورنيش البحري، كذلك نجحت في فرض إطلاق سراح ناشطيها المعتقلين بعدما تم توقيفهم من قبل عناصر أمنيين بلباس مدني عندما كانوا يحتجون على تركيب “البارك ميتر” في عين المريسة. يقول الناشط أحمد ضاهر إنّ التركيز ينصب على الحشد من المناطق، حيث كان للحملة أكثر من اعتصام، إضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي. ويوضح ضاهر أنّ المطلب المباشر للحملة هو أزمة النفايات وتحرير أموال البلديات، إلا أن هناك هدفاً واضحاً للحملة هو تفكيك بنية النظام وذلك عبر إجراء انتخابات وفق قانون نسبي خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة، فتح ملفات الفساد منذ عام 1992 ومحاسبة المسؤولين عن القمع في جميع التحركات.

مجموعة «الشعب يريد» لن يقتصر حراكها على تظاهرة الأربعاء، بل هي بصدد إعادة تفعيل مشاركة الناس يومياً في ساحة رياض الصلح وفتح حوارات معهم، ودعت المجموعة الى بدء اعتصام مفتوح اعتباراً من يوم الثلاثاء في 8 أيلول، بدءاً من الساعة 6 مساء، في ساحة رياض الصلح، “التي استعدناها على الرغم من القمع الوحشي فصارت ساحة الشعب”. وتوضح الناشطة فرح قبيسي أنّ الاعتصام سيستمر حتى اليوم التالي بهدف الحشد لتظاهرة الأربعاء. وقالت قبيسي إن المجموعة “لا تريد أن تترك الساحة خالية من الناس. وسيتخلل اعتصام الثلاثاء نقاشات عامة مع الناس يوضحون فيها لماذا ينزلون الى الشارع، إضافة الى نقاشات عن: السياسة الضريبية، أزمة السكن، الضمان الصحي والحركة النقابية… كذلك سيكون هناك موسيقى وأغانٍ”.

من جهته، يعلن الناشط في مجموعة «حلوا عنا» إبراهيم دسوقي أنّ “عمل المجموعة حالياً يتركّز على كيفية إنجاح تظاهرة الأربعاء، وذلك عبر تأمين أكبر حشد، وهو ما نقوم به عبر دعوة الناس الى أن يكونوا في الشارع منذ ساعات الصباح وعدم الانتظار حتى الساعة السادسة”. يقول دسوقي “نحن جزء من هذا الحراك وملتزمون بسقف المطالب الأربعة التي حدّدت. شهدنا سابقاً على نتائج طاولة الحوار التي تعتبر تعدّياً على مؤسسات الدولة، إذ يجتمع أرباب السلطة ليقرروا مصير البلد خارج أي إطار مؤسساتي دستوري”.

أمّا مجموعة «شباب ضد النظام»، التي تعتبر جزءاً من حملة “بدنا نحاسب”، فتعمل حالياً على تفعيل “ماكينتها الإعلامية” وفق الناشط علي دغمان. يقول دغمان إنّ “ناشطي الحملة في المناطق مثل صور ومرجعيون والهرمل يقومون بتوزيع مناشير للدعوة الى تظاهرة الأربعاء، ويحاولون أيضاً في هذه المناطق والقرى المحيطة بها أن يدعوا في الأحياء والشوارع عبر مكبرات الصوت. كذلك تستعد المجموعة للصق بوسترات غداً في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وخاصة أن ثقل هذه المجموعة هو في بيروت الكبرى”.

 

من جهته، يسعى «النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت» الى التواصل مع الطلاب، وخصوصاً الذين لبّوا الدعوة وشاركوا في تحرك 29 آب. لكنّ هناك عائقاً يواجه النادي، إذ يعلن رئيس النادي عباس سعد أنّ “النوادي الطلابية تجد صعوبة في التواصل مع الطلاب داخل الجامعات، وخاصة أن العام الدراسي لم يبدأ في العديد منها”. لا يعطي سعد أجوبة حاسمة حول الطريقة التي سيتم بها التحضير لتحرك 9 أيلول. أمّا عن المطالب التي سيحملونها كنادٍ، فيقول إنهم حالياً يطالبون باستقالة المشنوقين، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، واسترداد أموال البلديات وإعطاؤها كامل الصلاحيات لتدير هي ملف النفايات.