عشرات القتلى في معارك اليمن.. وهيومن رايتس ووتش تتهم السعودية باستخدام صواريخ عنقودية
تتواصل في مدينة تعز اليمنية المواجهات العنيفة بين جماعة «أنصار الله» واللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فيما اتهمت هيومن رايتس ووتش الطيران باستخدام صواريخ عنقودية.
وتركزت المواجهات بتعز في منطقة ثعبات ومحيطها وفي مناطق حي القصر الجمهوري وقرب مبنى المحافظة والسجن المركزي.
وذكرت وسائل إعلام موالية للرئيس هادي أن اللجان الشعبية في محافظة تعز تمكنت مساء الأربعاء 26 أغسطس/آب من صد هجوم لجماعة «أنصار الله» والموالين للرئيس السابق عبد الله صالح غرب المدينة في منطقة الضباب من محور الثلاثين والسجن المركزي. وأكدت وسائل الإعلام سقوط ضحايا في صفوف جماعة «أنصار الله» قدرتها بـ28 قتيلا و41 جريحا، مقابل 8 قتلى و23 مصابا في صفوف اللجان الشعبية، بالإضافة إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 5 آخرين بقصف عشوائي من شرق مطار تعز الدولي.
هذا وتعيش مدينة تعز أوضاعا صعبة بعد مواجهات مكثفة خلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى بينهم مدنيون. وتزامن ذلك مع غارات للتحالف العربي استهدفت مواقع في المدينة بعد يومين من إعلانها منطقة منكوبة.
هذا ونقل مصادر إعلامية عن مصادر وقوع غارات للتحالف العربي على صنعاء، مؤكدا أن مضادات الطيران أجبرت طيران التحالف على العودة. بدورها أكدت وكالة "سبأ" سقوط 3 قتلى بينهم امرأتان في غارة لطيران التحالف على منزل بقاع القيضي بصنعاء.
وتابعت أن طائرات التحالف شنت غارات على مواقع عدة في صعدة، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى غارات استهدفت مواقع في الحديدة وتحديدا في مديرية الزيدية، وفي البيضاء ومأرب، حيث تتواصل الاشتباكات بين جماعة «أنصار الله» ومسلحي القبائل الموالين للرئيس هادي.
وذكرت وسائل إعلام يمنية صباح الخميس 27 آب أن انفجارات تهز أرجاء مأرب جراء غارات عنيفة لمقاتلات التحالف بمنطقة الفاو الريفية جنوب غرب المدينة، حيث استهدفت تجمعات ومعدات عسكرية لجماعة «أنصار الله» بمزارع الفاو. وكانت منطقة الفاو قد شهدت قصفا صاروخيا ومدفعيا عنيفا متبادلا بين اللجان الشعبية وجماعة «أنصار الله».
كما تستمر الاشتباكات بالبيضاء، إذ ذكرت وكالة "سبأ" أن طيران التحالف يشن سلسلة من الغارات على المحافظة مستهدفا منزل المحافظ بمدينة البيضاء ومنطقة الزاهر وجبل العظيمية.
هذا وذكرت وسائل إعلان أن اللجان الشعبية في البيضاء سيطرت على جبهة طياب بذي ناعم، وعلى مواقع الزباد والحجلة والمعينة وحيد المجنة وحيد المحتد، بعد معارك عنيفة دارت بينهم وبين جماعة «أنصار الله» وقوات صالح.
إلى ذلك أفادت مصادر يمنية بأن مواجهات عنيفة تدور بين القوات السعودية وجماعة «أنصار الله» بدعم من قوات الرئيس اليمني السابق بعد توغل قوات سعودية داخل اليمن وسيطرتها على ثلاث مناطق في محافظة صعدة.
وفي صنعاء نقلاً عن مصادر عسكرية أن هناك أيضا توغلا يمنيا في الأراضي السعودية، إذ استولى جماعة «أنصار الله» على عدة معسكرات وقتلوا عددا من الجنود السعوديين.
بدورها ذكرت وكالة "سبأ" أن قوات جماعة «أنصار الله» أطلقت 40 صاروخا على تجمع لآليات عسكرية بموقع بريالين في نجران السعودية.
هذا وقصفت طائرة بدون طيار يعتقد أنها أمريكية سيارة كانت تقل 5 من عناصر تنظيم "القاعدة" في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن.
وحسب وسائل إعلام أدى القصف إلى تدمير السيارة ومقتل جميع ركابها.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الحل للأزمة في اليمن هو "حل سياسي عبر تطبيق القرار الأممي 2216"، مؤكدا على التزام السعودية بإعادة إعمار اليمن لرفع المعاناة عن الشعب اليمني.
وقال الجبير خلال مؤتمر صحفي جمعه الأربعاء بنظيره البريطاني فيليب هاموند، في لندن إن "الحل في اليمن سياسي. نأمل أن يتمكن اليمنيون من تطبيق القرار الأممي 2216 والتحرك بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر أمنا واستقرارا".
وتابع: "أؤكد التزام المملكة العربية السعودية وشركائها بمساعدة اليمن مستقبلاً في إعادة الإعمار، لرفع المعاناة عن المواطنين اليمنيين والبدء بتطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد".
وفي هذا السياق أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في 7 هجمات على الاقل في محافظة حجة شمال غرب اليمن مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
أوضحت المنظمة في بيان إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية "استخدمت على ما يبدو صواريخ محملة بذخائر عنقودية في ما لا يقل عن سبعة هجمات على محافظة حجة شمالي اليمن، فقتلت وأصابت العشرات من المدنيين".
وذكرت أن هذه الهجمات نفذت في الفترة ما بين أبريل/نيسان ومنتصف يوليو/تموز الماضيين، مشيرة الى ان هذه "الذخائر العنقودية اوقعت خسائر في صفوف المدنيين سواء أثناء هذه الهجمات التي ربما كانت تستهدف مقاتلين جماعة «أنصار الله» انفجرت بالمدنيين وأيضا حين التقط المدنيون الذخائر التي لم تنفجر، والتي انفجرت فيهم لاحقا".
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أنه يتعين على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يشكل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة المزعومة لقوانين الحرب التي ارتكبها جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن.
حمل وزير الخارجية اليمني رياض ياسين جماعة «أنصار الله» مسؤولية نشوب الأزمة الإنسانية في اليمن، سيما في عدن وتعز ومناطق أخرى، متهما إياهم بقصف المستشفيات ومرافق مدنية أخرى.
وتابع أنه إذا توقفت عمليات القصف، فستكون هناك فرصة أفضل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وقال ياسين خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة إنه لا يوجد حل سياسي للأزمة في بلاده إلا بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وأضاف عقب لقائه مع الأمين العام نبيل العربي أنه بحث في الجامعة الخطوات المقبل لحل الأزمة، واعتبر أن "تحرير تعز بالكامل بداية لتحرير صنعاء".