مثقفو الجزيرة يصرخون: لا للفتنة...«كل السوري على السوري حرام؛ دمه وماله وعرضه»
أطلق نشطاء مثقفون من محافظة الحسكة شمال شرق سورية صرخة في وجه الفتنة بين مكونات المنطقة المتعددة الأعراق والإثنيات والتي باتت بوادرها تلوح في الأفق بعد معارك طاحنة دارت رحاها في ريف منطقتهم.
ووقّع أكثر من 350 ناشطاً- معظمهم جامعيون- مبادرتهم باسم «لا للفتنة في الجزيرة السورية» وتحت شعار «الجزيرة بتجمعنا.. خلونا نعمرها بمحبتنا» على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، في محاولة منهم لنقلها إلى أرض الواقع وتنشيطها بلقاءات حقيقية.
وتحاول جهات خارجية من خلال الضخ الإعلامي المنظم تحويل المعارك الدائرة إلى صراع عرقي بين أكبر مكونين في المنطقة الحدودية مع تركيا وإقليم كردستان العراق.
وقال مواطن من أهالي القامشلي «أنا لا أنتمي إلى المبادرة حديثة الإطلاق ولا أرى أن منطقة الجزيرة بحاجة إلى هكذا مبادرات؛ لأننا نعيش حياتنا بشكل طبيعي وعيش مشترك بين كافة الأطياف وليس لنا أية علاقة بهذه الصراعات الوهمية التي يحاول مسلحون وأطراف مدفوعة من الخارج جرنا إليها».
وأضاف إن «الصراع في الحقيقة هو صراع مصالح تحاول جميع الأطراف المسلحة من خلاله جرنا كشعب يتمتع بالعيش المشترك إلى حضيضه، من خلال صبغ القتال بصبغة عرقية قومية».
وقال الصحافي ريمون القس أحد الموقعين على المبادرة «قمنا بإطلاق المبادرة كدعوة للحوار ونبذ العنف والفتنة بين أبناء المحافظة الواحدة، إذ أن الحوار هو الطريق الأوحد لإنهاء الصراع الدائر في البلاد، فالعنف لا يولد سوى العنف، والأولوية لوقف نزيف الدماء السورية، فكل السوري على السوري حرام؛ دمه وماله وعرضه».
وأضاف إن «لا شيء يفرق بين السوريين وإن الصراع ما هو إلا صراع مصالح، فكل الأطراف المتنازعة تبحث عن النصيب الأكبر من خيرات الجزيرة الغنية، بعد أن باتت عرضة للنهب في ظل غياب القانون وانعدام الأمن، والأهالي يرفضون كل أشكال التعصب والفتنة؛ حيث يجمعهم الهم الاقتصادي والاجتماعي المشترك والسعي وراء لقمة العيش وتحسين ظروفهم المعيشية المتأزمة أكثر من باقي المحافظات، ولا يمكن للمعارك الجانبية أن تشغلهم عن قضيتهم الأساسية في التغيير ومحاربة الفساد ورفضهم لكل أشكال التدخل الخارجي».
وجاء في البيان الصادر يوم 31/7/2013:
«إن جزيرتنا السورية توشك أن تشتعل فيها نيران فتنة وخيمة العواقب على كل أطيافها العرقية والدينية، وإن لم يبادر أهلها إلى الاعتصام بما يجمعهم من القيم الإنسانية المشتركة والأواصر التاريخية الجامعة، فإن الكارثة ستحل بهم جميعاً، ولكي تبقى الجزيرة مثالاً ونموذجاً للتعايش السلمي بين مكوناتها المختلفة كما كانت عبر السنين.. وتوجهوا لكل أهل الجزيرة أفراداً ومنظمات وهيئات وأحزاباً داعين إلى:
1- يجب على الجميع الحفاظ على الأنفس والأعراض والأموال فالاعتداء عليها جريمة كبرى.
2- الحوار ولغة الحب أساس لحل الخلافات، ونبذ لغة الكراهية والعنف واجب محتم.
3- كلنا شركاء في الوطن، ونرفض أي شكل من أشكال التقسيم وسياسية فرض الأمر الواقع.
4- نستنكر بشدة أي عملية اغتيال وقعت أو ستقع، لا سمح الله، ضد أي إنسان بسبب دينه أو قوميته أو معتقده السياسي، كما ندين جرائم الإقصاء والتهجير والتدمير بحسب الانتماء القومي أو المذهبي ولا بد من محاسبة المجرمين والتعويض على المتضررين.
5- حرية الرأي حق لكل فرد ما لم يدع إلى العنف والكراهية والاقتتال، وأملنا كبير في أن يدرك أهل الجزيرة قيمة الأمن الذي سيوفره الالتزام بهذه المبادئ ومخاطر الانزلاق إلى الحقد والكراهية والقومية العنصرية البغيضة.
والسلام السلام السلام».