حلف الناتو في قبضة أنصار السياسة المعادية لروسيا
أعلن المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي الكسندر غروشكو الأربعاء 15 نيسان أن الناتو في قبضة هؤلاء الذين يمارسون سياسة معادية لروسيا بشكل سافر.
وفي تعليق على قرار الناتو تقليص عدد البعثة الدبلوماسية لديه، أشار غروشكو إلى بطلان محاولات اتهام موظفي البعثة بالتجسس.
وقال الدبلوماسي في مقابلة مع قناة "روسيا 24" إن وراء هذه الاتهامات أسبابا إيديولوجية بحتة، وعزاها إلى ظاهرة "هوس التجسس".
وتابع المندوب الروسي قائلا إن جميع القرارات التي تبناها الحلف تدل على أن الأزمة الأوكرانية تم استغلالها كوسيلة "لتجاوز أزمة الهوية في الحلف ذاته"، عندما حاول الناتو إيجاد حقل جديد لنشاطاته بعد انسحابه من أفغانستان.
وذكر غروشكو أن نشاط طائرات الحلف بالقرب من الحدود الروسية ازداد بشكل حاد في الآونة الأخيرة.
وأضاف أن على مسؤولي الناتو "ألا يستغربوا من أننا نرافق هذه الطائرات ونعترضها بالطبع كي نعرف هدف تواجدها قرب حدود بلادنا".
كما لفت غروشكو إلى أن الحلف لا يخطط للتخلي عن مشروع نشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، معيدا إلى الأذهان أن أصحاب فكرة نشرها كانوا يبررونها بوجود "تهديد إيراني".
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "كل ذلك من خلفنا اليوم، بل وأكثر من ذلك، يقول مسؤولو الناتو إن هذا المشروع لا يستهدف بلدا واحدا محددا، إنما هناك في العالم 19 دولة تمتلك تكنولوجيا مطورة في مجال الصواريخ، ولذا فعلى الناتو أن يدافع عن نفسه".
مع ذلك فقد أشار المندوب الروسي لدى الناتو إلى أن الكثيرين في الحلف يعون أن التعاون مع موسكو لا بد منه لمعالجة الأزمات في شمال إفريقيا واليمن وسوريا وليبيا.
وأضاف أنه على الرغم من الطابع "المبدئي لموقف الناتو إزاء روسيا، فإنها تبقى "شريكا مرغوبا فيه ومطلوبا سواء في التسوية بالشرق الأوسط أو في حل المشكلات المتعلقة بالملف النووي الإيراني".
وأعرب غروشكو عن اعتقاده بأنه سيتعين على الحلف في مرحلة ما أن يتجاوز هذه الازدواجية إزاء روسيا، وأن الأوروبيين يدركون استحالة بناء نظام أمن فعال من دون روسيا.
وذكر الدبلوماسي أن الاتصالات بين روسيا الناتو لا تزال قائمة وإن كان حجمها تقلص مقارنة مع المرحلة السابقة. وأضاف أن هناك أصواتا في الناتو تشير إلى اعتراف أصحابها بأن قرار تجميد العلاقات العسكرية بين الجانبين كان خطأ.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يكثف فيه كل من الطرفين نشاطاته، فمن الضروري "إعادة هذه الاتصالات لتجنب حدوث وضع من شأنه أن يقود إلى التصاعد".