لافروف: ندعم جهود الحكومة الليبية في سبيل إعادة الوحدة الترابية للبلاد
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء 15 نيسان مساندة موسكو لجهود ليبيا الخاصة بإعادة اللحمة الوطنية والوحدة الترابية في البلاد.
وقال لافروف أثناء لقائه رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني في موسكو "تربطنا علاقات صداقة تقليدية وتاريخية بالشعب الليبي"، مؤكدا دعم روسيا لجهود الحكومة الليبية الهادفة لاستعادة وحدتها الترابية والوطنية وتأمين محاربة الإرهاب هناك بطريقة فعالة.
وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو تدعم الجهود الدولية لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة، مضيفا أنه سيبحث مع الثني حقيقة الأوضاع وكيف يمكن التحرك بصورة بناءة لتحقيق الوحدة الترابية وسيادة ليبيا.
بدوره، حمل عبد الله الثني الغرب مسؤولية الفوضى التي تعاني منها بلاده، قائلا إن الدول الغربية ساعدت في حينها على الإطاحة بنظام معمر القذافي، لكنها في الوقت نفسه دمرت كليا قدرات الجيش وأجهزة الأمن الليبية، تاركة الليبيين من دون مؤسسات عسكرية وأمنية فعالة، وبالتالي على الغرب أن يأخذ على عاتقه المسؤولية التامة عن الفوضى السائدة في ليبيا.
وأكد رئيس الوزراء الليبي أن بلاده تقيم عاليا دور روسيا في الحفاظ على موازين القوى عبر العالم والمبادئ الثابتة التي تعتمد عليها سياسة موسكو الخارجية.
وذكر الثني أن للعلاقات الليبية الروسية تاريخا طويلا، مشيرا إلى دور موسكو في تكوين قدرات جيش ليبيا وقواتها الجوية وأسطولها البحري.
وأكد رئيس الحكومة الليبية عزم بلاده على الاستمرار في تطوير العلاقات الاستراتيجية القوية مع روسيا.
وطلب الثني أثناء مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تساعد روسيا بلاده في إعادة بناء مؤسسات الدولة، مضيفا "اليوم نحن نريد أن نطلب من روسيا أن تقف مع الشعب الليبي وأن تقدم الدعم لإعادة بناء مؤسسات الدولة والأمن في البلاد من خلال جهودها، بما في ذلك في إطار المنظمات الدولية. والهدف يجب أن يكون رفع حظر تسليح الجيش وإعادة بناء قوات مسلحة فعالة".
وفي وقت سابق من الأربعاء بحث أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في موسكو مع الثني قضايا الأمن الإقليمي والتسوية الداخلية الليبية.
وأشار مجلس الأمن الروسي إلى أن "الجانبين عبرا عن القلق بشأن الانقسام السياسي داخل ليبيا وبشأن تزايد نفوذ المجموعات الإرهابية في البلاد"
وشدد باتروشيف على أن "أولوية السياسة الإقليمية هي بلا شك الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي ليبيا".
وكان رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عبد الله الثني طلب في حوار أجرته معه مؤخرا وكالة أنباء "سبوتنيك" من روسيا مساعدة بلاده في رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي لمواجهة التنظيمات الإرهابية، مضيفا أن "روسيا دولة عظمى وعلاقات ليبيا معها في سبعينات القرن الماضي كانت قوية خاصة في مجال التسليح وفي مجالات اقتصادية عدة، وكان اعتماد دولة ليبيا بالكامل على روسيا".
وقال الثني إن حكومته تود "أن تعمل روسيا الاتحادية، تلك الدولة العظمى على إعادة الاستقرار لليبيا وإعادة قدراتها العسكرية، وهذا هو السبب الرئيسي لهذه الزيارة".
وأكد رئيس الحكومة الليبية أن حكومته ستعمل على تفعيل عقود وقعها النظام السابق مع روسيا، داعيا الشركات الروسية ورجال الأعمال الروس إلى المساهمة في إعادة إعمار ليبيا، مشيرا إلى حاجة بلاده إلى شركات البناء وصيانة المطارات والموانئ وذلك لإعادة إعمار وتأهيل وتطوير البنى التحتية للبلاد.
يذكر أن ليبيا ارتبطت بعلاقات تاريخية مع الاتحاد السوفيتي تعود إلى عام 1955، وجدت امتدادها لاحقا بعد إعلان استقلال روسيا عام 1991،
واتسع نطاق التعاون بين البلدين في العقدين الأخيرين ليشمل قطاعات النفط والغاز والسكك الحديدية، إذ ساهمت شركات روسية في نشاطات التنقيب عن النفط ومد أنابيب الغاز بالإضافة إلى شروع روسيا في بناء خط للسكك الحديدية قبل أن يتوقف مع أحداث عام 2011 التي أطاحت بنظام القذافي.