رسالة «أوجلان» في نوروز 2015

رسالة «أوجلان» في نوروز 2015

  وجه زعيم حزب العمال الكردستاني، «عبدالله أوجلان» المعتقل في تركيا، رسالة بمناسبة عيد نوروز، قرأت أمام الحشود المحتفلة بالعيد، في مدينة ديار بكر « آمد» بتاريخ 21\3\2015 من قبل نائب رئيس كتلة حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان التركي السيدة بروين بولدان.

توقف أوجلان في رسالته عند الظروف الخطيرة التي تمر بها شعوب المنطقة، حدد فيها آرائه المتعلقة بالمرحلة القادمة، و جاء فيها..

إلى جميع أبناء شعبنا:

 أحيي نوروز شعبنا وجميع الأصدقاء والمؤيدين للديمقراطية والحرية والمساواة والسلام.

إن مرحلة السياسة الليبرالية التي فرضها النظام الرأسمالي الامبريالي في المنطقة وشركائه المهيمنون على العالم، والأنظمة المحلية الاستبدادية المتواطئة معه في المنطقة، باتت تتوغل في حياة أقاليمنا ودولنا بشكل همجي... ففي ظل هذه الأزمة يتم القضاء على الشعوب والثقافات والتنوع الاثني والديني..   

إن قيمنا التاريخية، الحضارية، الوجدانية والسياسية، لا تستطيع ابدأً السكوت أمام هذا الوضع، بل إن التدخل السريع هي مسؤوليتنا المبدئية والأخلاقية والسياسية.

إن نضالنا الذي خضناه من أجل سلام مشرف والديمقراطية وحرية شعوب المنطقة والأخوة فيما بينها يصل إلى عتبة تاريخية في هذا اليوم. وهو نضال مليء بالآلام خلال أربعين عاماً، ولم يذهب سدى، ولكنه وصل لمرحلة لا يمكن الاستمرار بها بالشكل نفسه. فالتاريخ وشعبنا يطلبان منا سلاماً وحلاً ديمقراطياً يتوافق مع روح المرحلة. وعليه، فإننا جميعا أمام مهمات البدء بالمرحلة الجديدة، على أساس النقاط العشرة لمشروع الحل الذي تم الإعلان عنه بشكل رسمي في قصر «دولمة بخجة».

أرى من الضرورة والأهمية عقد مؤتمر لوضع اتفاق وفق مبادئ مشروع الحل ولإنهاء الكفاح المسلح أو النضال المسلح الذي خاضه حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية خلال أربعين عاماً ولتحديد التكتيك والاستراتيجية المتوافقة مع جوهر وروح المرحلة الجديدة. آمل أن نحقق نجاحاً في هذا المؤتمر من خلال الوصول إلى اتفاق مبدئي خلال فترة قصيرة عبر تشكيل لجنة الحقيقة والتسوية التي ستتشكل من البرلمانيين وهيئة المتابعة. فمع مؤتمرنا هذا سيتم البدء بمرحلة جديدة، ندخل من خلالها مرحلة التآخي والسلم، استنادا الى دستور المواطنة الحرة ضمن الجمهورية التركية كمجتمع ديمقراطي صاحب هوية ديمقراطية.

بهذا الشكل نتجاوز تاريخ الجمهورية المليء بالصراعات منذ تسعين عاما ونسير نحو مستقبل منشود بالسلام الحقيقي ومعايير الديمقراطية الشاملة.
 
علينا أن نعلم بأن القوى الامبريالية لا تتخلى عن الآمال التي عقدتها في منطقة الشرق الأوسط، حيث ان الشكل الأخير لظلمها ظهر على الساحة متمثلاً بداعش. فهذه الحركة هي عنوان البربرية. حيث قامت بارتكاب مجازر وحشية ضد جميع شعوب واديان المنطقة من دون التمييز بين الأطفال والنساء، وطالت وحشيتها الكرد، والتركمان، والعرب، والايزيدين، وفي مقدمتهم الآشوريين- السريان. لقد حان الوقت لإنهاء تاريخ الهمجية والخراب والدخول الى عصر السلام، والأخوة، والديمقراطية التي تتناسب مع عصرنا. واعتقد أننا مضطرون لتجاوز الدولة القومية التي ولدت الصراع والهدر والدمار والقومجية نحو السياسة الديمقراطية والانتقال الى حياة مشتركة مع الهويات الأخرى بالديمقراطية المباشرة. لهذا السبب أدعو الدول القومية إلى ان تقوم بإحلال نوع جديد من الأخوة الديمقراطية عن طريق السياسة الديمقراطية، وأن تقوم الدول القومية فيما بينها بإنشاء البيت المشترك التي ستقوم بخلق ديمقراطية منطقة «الشرق الأوسط». 

 بهذه المناسبة أدعو جميع الشباب والشابات، اللذين يرسمون إطار الحرية من جميع مكونات المجتمع، أن يمارسوا نضال الحرية والمساواة في جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية، والنجاح في مسيرة نضالهم، وأوجه تحية إلى مقاومة كوباني التي أصبحت تملك أسمى المعاني، من أجلنا ومن أجل كل العالم، وأتمنى أن يكون عيد نوروز التاريخي خيراً على الانسانية.

وفي النهاية أحيي وأهنئ  انتصار كوباني، فهو له معنى كبير بالنسبة لنا وبالنسبة للعالم أجمعوعلى هذا الأساس أحيي روح "اشمى"، التي تعتبر رمز التاريخ الجديد ضمن شعوبنا. وإن أردت تلخيص ما اردت ذكره في الأعلى ضمن جملة واحدة فستكون: إنه نداء عظيم من أجل إعادة الصياغة وإعادة إصلاح، وإعادة بناء التاريخ والحاضر.


مرة أخرى أحييكم عبر هذا النوروز التاريخي، على أمل أن يكون مناسبة خير على الإنسانية جمعاء

 يعيش نوروز، تعيش أخوة الشعوب

آخر تعديل على الثلاثاء, 24 آذار/مارس 2015 18:25