الجعفري: كيف لنا بعد كل هذا التلاعب أن نثق بعمل لجنة التحقيق ومهنيتها
دعا بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة «باولو بنيرو» رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سورية إلى النظر للأزمة الجارية في سورية نظرة أكثر شمولية من أجل تسمية الأمور بمسمياتها ومعالجة أسباب المشكلة الحقيقية وليس فقط توصيفها من وجهة نظر أحادية.
وأكد الجعفري في كلمة له، الاثنين 29/7/2013، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن جلسة خصصت لمناقشة حالة حقوق الانسان في سورية، أن لجنة التحقيق الدولية حول سورية ومن خلال تقريرها الذي عرضته اليوم تتعمد المبالغة الكبيرة في عرض استنتاجاتها وتهمل كلياً الأمور الجوهرية أو تهمشها مبيناً أن هناك مشاهد تقشعر لها الابدان وتنتهك بشكل فاضح كرامة وحقوق الانسان السوري كجرائم المجموعات الإرهابية من أكل للحوم البشر وقتل للأبرياء وذبح وتنكيل بالجثث ونحر على الهوية الدينية والطائفية ورمى للناس من فوق أسطح البنايات إلى ارتكاب المئات من التفجيرات الانتحارية باستخدام السيارات المفخخة في أماكن مأهولة بالسكان وتجنيد الأطفال وخطف رجال الدين وذبحهم واغتيال عالم دين في المسجد واطلاق الفتاوى المضللة مثل فتاوى "الجهاد الجنسي" واعدام الأطفال بتهمة الكفر وسرقة المعامل وتفكيكها ونقلها إلى تركيا.
وجدد الجعفري التأكيد على أن الحكومة السورية ستبذل كل ما بوسعها من أجل تزويد لجنة التحقيق بكل ما لديها من معلومات موثقة تصب في خانة تشكيل نظرة محايدة ومستقلة فعلا تساعد اللجنة على القيام والوفاء بالتزاماتها وواجباتها.
وتساءل الجعفري "كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لأنظمة الحكم في السعودية وقطر وتركيا برعاية الإرهاب الأصولي علنا وجهارا وكيف تقبل الحكومات الغربية التي عانت من هذا الإرهاب أن ترعى الإرهاب التكفيري وتدعمه" مضيفاً إن "آخر انجاز سعودي في رمضان تمثل بقيام السعودية بتمويل شراء سلاح إسرائيلي بقيمة خمسين مليون دولار لكي يتم شحنه إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ونأمل أن يكون هذا اخر انجاز من السعودية في شهر رمضان المبارك".
وبيّن الجعفري أن المجموعات الإرهابية المسلحة قامت فور الإعلان مؤخرا عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية والأمم المتحدة بالدخول إلى خان العسل بحلب وارتكبت مجزرة بحق المدنيين والعسكريين للقضاء على الشهود الذين سيشهدون على من استخدم السلاح الكيميائي هناك.
وأضاف الجعفري إن "العالم قد تابع باهتمام بالغ الشهادة التي أدلت بها السيدة كارلا ديبونتي عضو لجنة التحقيق الدولية حول سورية والتي أكدت فيها لجوء المجموعات المسلحة في سورية لاستخدام غاز السارين في خان العسل بحلب ولم تمض ساعات حتى تكثفت الضغوط على رئيس اللجنة بينيرو الأمر الذي دفعه إلى اصدار بيان يطعن فيه بصحة استنتاجات ديبونتي" متسائلاً "كيف لنا بعد كل هذا التلاعب الفاضح أن نثق بعمل لجنة التحقيق ومهنيتها".