الجبهة الشعبية: سيظل الكيان الصهيوني لا شرعياً وإلى زوال
في الثاني من نوفمبر من العام 1917 وجه وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور طعنة غادرة إلى خاصرة الشعب العربي الفلسطيني من خلال رسالة بعثها للورد ليونيل روتشيلد يعد فيها بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وهو الوعد الذي شكّل بداية المشروع الصهيوني في فلسطين، وبدء هجرة اليهود من مختلف دول العالم إليها، وتشكّل العصابات الصهيونية التي دعُمت بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة وأقدمت على ارتكاب المجازر تلو المجازر، تمهيداً لتأسيس دولة الكيان الصهيوني على أنقاض بيوتنا وأراضينا وتشريد شعبنا في أصقاع العالم عام 1948 .
إن هذه المؤامرة التاريخية والتي أعطت فيها الدولة الاستعمارية البريطانية ما لا تملك لمن لا يستحق ستظل وصمة عار تلاحق الدولة البريطانية والامبريالية العالمية، وأن شعبنا الفلسطيني لن ينس ولن يغفر عبر الأجيال المتعاقبة مدى هول هذه الجريمة التي ارتُكبت بحقه.
لقد جاء الرفض الشعبي الفلسطيني لهذا الوعد سريعاً عندما خاض منذ الإعلان عنه مواجهات شرسة مع الاحتلال البريطاني والصهاينة، رافضاً تدنيس وطنه فلسطين، مقدماً روحه وكل ما يملك من أجل منع استلاب الأرض الفلسطينية وإعطائها لليهود، وهو ما يؤكد أن شعبنا الفلسطيني بادر منذ البداية رغم إمكانياته البسيطة بالتصدي بكل جرأة وصلابة وإيمان راسخ بعدالة قضيته وبحقه في أرضه لهذا المخطط، إلا أن حجم الكارثة والجريمة كانت أشد وأدت في النهاية إلى إقامة الكيان الصهيوني وامتداد الصراع لإزالة هذا الجرح الغائر بيننا وبينهم حتى هذه اللحظة.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعد سبعة وتسعون عاماً من هذا الوعد المشئوم، واثقون بقدرة شعبنا الفلسطيني على الاستمرار في المقاومة من أجل محو آثار هذه الجريمة البشعة، وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني في فلسطين مهما طال الزمن، ونؤكد على التالي:
تتحمل بريطانيا المسئولية المباشرة عن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يضعها باستمرار في خانة المعادين للشعب الفلسطيني، والذي يتوجب منها الاعتذار لشعبنا على هذه الجريمة، والتكفير عنها بإعادة الحقوق إلى أصحابها الحقيقيين.
إن تنامي التضامن العالمي مع قضيتنا الفلسطينية، وخصوصاً في بريطانيا ، والذي توج أخيراً بقرار مجلس العموم البريطاني يجب أن يُعزز بمحاصرة بريطانيا والضغط عليها من أجل محو الظلم التاريخي عن شعبنا، ووقف دعم الكيان الصهيوني.
إن المعركة مع هذا العدو الصهيوني المجرم ومن خلفه الامبريالية العالمية يتطلب من جديد توفر حاضنة عربية كامتداد ضروري ومطلوب لمواجهة هذا الكيان العنصري الاستئصالي، وهذا يدعونا لإعادة التأكيد من جديد على أن الصراع مع هذا الكيان هو صراع عربي صهيوني ولا يجب أن يقتصر على شعبنا، وأن يقاتل وحيداً بعيداً عن أشقائه العرب.
إن اشتداد الهجمة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني وخصوصاً في مدينة القدس المحتلة، وعلى أسرانا في سجون الاحتلال لن تستطيع إرهاب شعبنا، ولن تقتل إرادة الصمود والمقاومة، وسيواصل المقاومة بمختلف الأشكال حتى تحقيق أهدافه.
ضرورة نبذ الخلافات الداخلية، وانهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتنفيذ اتفاق المصالحة والإسراع في دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع وتحمّل مسؤولياته، وإعادة بناء مؤسساتنا الفلسطينية وفق انتخابات ديمقراطية تستند لنظام التمثيل النسبي الكامل ورؤية وطنية بمشاركة الجميع، وصوغ استراتيجية وطنية أساسها التمسك بالثوابت وبالوحدة من أجل مواجهة هذا الكيان الصهيوني العنصري.
استخلاص العبر من تجربة 21 عاما من التسوية المقيتة والمفاوضات العبثية، والتي أثبتت التجربة فشلها، وأن يكون البديل عنها التوجه إلى الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا وليس التفاوض عليها، وأهمية الذهاب للانضمام لجميع المؤسسات الدولية وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.
ضرورة الضغط من أجل إنهاء معاناة شعبنا الذي يواجه الحصار والعدوان والاغلاق واعتبارها مسئولية وطنية جماعية، ومن أجل ذلك نجدد تأكيدنا على أن أولى أولويات التخفيف من آثار العدوان الصهيوني الأخير على القطاع هي سرعة إعادة الإعمار بشرط فك الحصار وفتح جميع المعابر، ومن هنا ندعو لتشكيل لجنة وطنية لمراقبة موضوع الاعمار بما يضمن وقف التدخل الصهيوني.
وأخيراً، بعد سبعة وتسعون عاماً من هذا الوعد المشئوم نؤكد من جديد أن الكيان الصهيوني سيظل كياناً لاشرعياً وزائفاً وباطلاً، وقناعتنا راسخة وثابتة بأن مسألة وجوده ستنتهي باقتلاعه من جذوره، مما يتطلب منا تعزيز دورنا الكفاحي، وتعزيز صمود شعبنا، وتسخير كل طاقاتنا لمواجهة هذا الكيان الصهيوني.
نعاهد أبناء شعبنا بالمضي على طريق النضال حتى دحر الاحتلال عن كل شبر من ارضنا.
الخزي والعار لهذا الوعد المشؤوم
والنصر والحرية لشعب فلسطين
وإننا حتماً لمنتصرون
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الاعلام المركزي
2/11/2014