مخاطر تنظيم الدولة في ليبيا
شهدت بعض مساجد شرق ليبيا، خاصة في مدينة درنة، في الأيام الماضية كلمات لخطباء من خارج ليبيا دعوا فيها إلى إقامة «دولة الخلافة» في ليبيا.
وذلك بعد مبايعة ما يسمى "مجلس شورى شباب الإسلام" في درنة تنظيم الدولة أو ما يسمى داعش في العراق وسورية.
ويتوقع خبراء أمنيون أن تعلن جماعات ليبية أخرى في الأيام القادمة، خاصة ممن صنفها البرلمان الليبي المنتخب جماعات إرهابية، عن مبايعتها لتنظيم الدولة.
وحتى الآن لم تعلن أي من تلك الجماعات المنضوية تحت ما يسمى "فجر ليبيا" ولا "مجلس شورى ثوار بنغازي" ولا "أنصار الشريعة" عن رفضها أو قبولها بما أعلنته تلك الجماعة الليبية في درنة.
وباستثناء فصيل ما يسمى "كتيبة أبو سليم" التي نفت "مبايعتها أي تنظيم في درنة" لم يصدر أي موقف من الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش الوطني الليبي في بنغازي وطرابلس.
وكانت أنباء سابقة الشهر الماضي تحدثت عن انتقال عدد من قيادات داعش من العراق وسوريا إلى ليبيا مع بدء القصف الجوي لتحالف مكافحة الإرهاب لمواقع تنظيم الدولة في البلدين.
يذكر أن أعدادا من الليبيين والتونسيين هم من بين المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة، كما أن ليبيا في ظل سيطرة الجماعات المتطرفة أصبحت ممرا لمقاتلين من دول أخرى إلى سوريا والعراق عبر تركيا.
يهدد انتقال عناصر داعش إلى ليبيا، أو مبايعة الجماعات المتطرفة الليبية لتنظيم الدولة بنسف جهود التسوية السلمية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، والأهم أنه يعقد اجتماعات متوقعة في الجزائر تضم كافة الفصائل الليبية والحكومة الشرعية.
ورحبت دول الجوار والقوى الدولية بجهود الحوار تلك، خاصة وأن الدول المساندة للجماعات المسلحة المتشددة رأت فيها فرصة لإشراكهم في السلطة بعدما حظي البرلمان المنتخب وحكومته باعتراف دولي واسع.
ورغم سيطرة تلك الجماعات على العاصمة طرابلس وثاني أهم مدينة وهي بنغازي، إلا أنها لا تتمتع بأي شرعية وتبسط سلطتها بقوة السلاح، ما أدى إلى تجميد مظاهر النشاط في البلاد.
وينتظر الليبيون والخارج موقف قوى أيدت الجماعات الإرهابية ووقفت في وجه الشرعية لكنها لم تعلن بعد موقفها من "دولة الخلافة" في ليبيا، مثل دار الإفتاء وفصيل عبد الحكيم بلحاج (الأقرب للإخوان) وراعيه علي الصلابي المقيم في قطر.