وجدتها تحويل دَور العلم في عالمنا
تقام للعام الثاني على التوالي مسيرة للعلوم في الرابع عشر من نيسان، تحت شعار «نحن بحاجة إلى تحويل دور العلم في عالمنا”. يشارك فيها عدد من العلماء في عدد من دول العالم لكن لماذا؟
يتحدث عن ذلك العلماء المشاركون فيقولون: إن الدافع المركزي هو محاربة ممارسة السلطة لتحقيق مكاسب خاصة على حساب الاهتمام بمصالح الجماهير الواسعة؛ فلا يجب على شركات النفط تحديد نوعية علوم المناخ! على سبيل المثال
ويرى كثير من العلماء: أن الدفاع عن العلم ليس كافيًا. فنحن بحاجة إلى تحويل دَور العلم في عالمنا.
يتفاعل العلم مع الناس بما يسمى بالطبيعة المزدوجة للعلوم. حيث العلم «حلقة في نمو المعرفة البشرية بشكل عام، ومنتج من الدرجة الأولى». وعند تقاطع العلم والسياسة، نرى ردة فعل مشتركة لدى العلماء (فقد بدأت ردات الفعل التي ترفض مقولة: أن العلم دائمًا صحيح وعادل)
فمن خلال النزعة العسكرية. يميل العلم إلى تلبية حاجة الرأسمالية إلى الابتكار المستمر في السعي لتحقيق الربح، ونتيجة لذلك يصبح مركز «أيديولوجية تقدمية» مضللة. لكن التقدم لمن؟ يتم توجيه أكثر من نصف تمويل العلوم الحكومية الأمريكية عبر الجيش. لقد تسبب غزو العراق واحتلاله في مقتل أكثر من نصف مليون عراقي وتكلفته 2,3 تريليون دولار. بلغ إجمالي ميزانية المعاهد الوطنية للصحة خلال نفس الفترة حوالي 225 مليار دولار.
أما في العدالة الإنجابية. فغالباً ما يتم دمج العلم في سياسة معادية للديمقراطية بشكل عميق. حيث بدأت حركة تحديد النسل مع التركيز على تحرير المرأة ، لكن دخول الأطباء وغيرهم من المهنيين أوصل الأمور إلى مجالٍ يقع عند التحكم في عدد السكان لدى الطبقات الأفقر في المجتمعات (مالتوسية جديدة). فيما يبرر عشرات الآلاف التعقيم، من السود والفقراء والمعوقين في الستينات، وكان مبرراً للعنف الاجتماعي وعدم المساواة كشيء لا بد منه بيولوجياً.
العلم ليس متجرداً عن المجتمع. العلم ينتج من عملنا. ولكن يتم التحكم في شروط هذا الإنتاج واستخدام العلم من قبل الأثرياء والأقوياء. يجب أن نكافح من أجل العلم الذي يخدم الناس جميعهم، وينضم أينما يتم إنتاج العلوم أو تطبيقها، جنباً إلى جنب مع كل أولئك الذين يناضلون من أجل العدالة. وضد أيةِ نزعة إلى معاداة العلم، ويشدد العلماء، أنه: يتم كسب المعرفة مع عملنا ويمكن استخدامها لتحقيق أهداف مشتركة. فالمعرفة التقنية وحدها لا تقدم العدالة.