وجدتها:مزارع عمودية

وجدتها:مزارع عمودية

استمرت الزراعة بشغل دور حجر الأساس في بناء الحضارة البشرية، واستمرت في التطور، في سبيل إطعام البشرية بشكل أساسي، ووصلت اليوم لارتفاعات جديدة في الزراعة الشاقولية.

 

 

تقدم الزراعة الشاقولية إنتاجاً يزيد بمائة مرة عما تنتجه المزارع المكثفة الأخرى في المتر المربع. ويعود ذلك، إلى أن هذه المزرعة الشاقولية تعتمد على تحديد ضوابط اصطناعية لمنتجاتها. فباستخدام صمّامات ثنائية باعثة للضوء (LED) داخلية تحاكي ضوء الشمس الطبيعي، بالإضافة إلى أَسِرّة مائية غنية بالمغذيات، يسهل تكديسها فوق بعضها من الأرضية وحتى السقف.

يحاول مروجو هذه الزراعة القول: أن الزراعة الشاقولية تسمح بزيادة أتمتة العملية برمتها، وإصدار انبعاثات كربونية أقل، وفوق ذلك تخفيض التكلفة. ففي هذه الطريقة، تحرك آلات مبرمجة المياه بفعالية، حول المزروعات باستخدام برامج مخصصة.  ويمكن لهذ الأنظمة أن تتمتع بقدرة على التكيف مع البيانات المتغيرة، فتعدل الشروط البيئية للحاويات. وكما تكدس الأطباق فوق بعضها البعض حتى تصل إلى السقف، وهكذا فإن إنتاج المحاصيل يستمر على مدار العام، ما يزيد فعالية العملية برمتها.

ويقولون: إنّ الزراعة التقليدية تقلل من إنتاجية التربة، وتسبب هدراً للماء، وتوفّر بيئةً مناسبةً لنمو حشرات مقاومة للمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى زيادة كميات غازات الدفيئة، ويعللون أن هذا الأسلوب لم يعد قادرًا على الاستمرار بسبب «التناقص المستمر في مساحة الأراضي الزراعية». 

إن تطوير الزراعة همٌّ أساسي على الدوام، لكن مساحات الأراضي في الزراعات التقليدية ما زالت قادرةً على تقديم زراعات لتخديم غذاء البشرية باقل قدر ممكن، من التدخل المؤثر على صحة البشر المعتمد على الكيماويات والتكاليف العليا، وليس من الضروري تخصيص مساحات كبرى من الأراضي لإنتاج محاصيل الوقود الحيوي، بل يمكن تخصيصها لإطعام أكبر عدد ممكن من الناس، بطعام أكثر صحيةً وطبيعيةً مما سبق، وتناسي نسب الربح الكبرى التي يجري البحث عنها من خلال كميات الأتمتة وإدخال الكيماويات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
803