وجدتها:خرافة الاستفادة من التلوث (إعادة التدوير مثالاً)

وجدتها:خرافة الاستفادة من التلوث (إعادة التدوير مثالاً)

بعد رواج أفكار عديدة حول ضريبة الكربون (من يلوث يدفع) بدأت تبرز أفكار عديدة حول الاستفادة من التلوث من خلال تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من العمليات الصناعية والزراعية والنقل كلها(الذي يتسبب في تلوث شديد وتغيير مناخ الأرض) إلى منتجات مفيدة.

 

 

تعيد فكرة إعادة التدوير CO2 إلى الأذهان قصة خرافية للأطفال، عن أميرة تحول القش إلى ذهب. ويأتي العفريت السحري لمساعدتها في هذه المهمة المستحيلة، إذا وعدته بتسليم طفلها البكر له عند ولادته.

ويحاول أنصار هذه الفكرة جذب الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري، وهم يمثلون مصالح بعض الصناعات الملوثة بالطريقة الأكثر وحشية، رغم وجود البعض من حسني النوايا السذج الذي يعتقدون أنه من أجل «حل مشكلة المناخ» يجب أن تطالب بتدوير الذهب من انبعاثات CO2 إذا كنا نريد لأبنائنا مستقبلاً لائقاً.

لكننا لسنا مجبرين في الواقع على لعب ألعاب عقلية مع العفاريت السحرية. ونحن نعرف حلولاً مجربة وحقيقية لإزالة CO2 من الغلاف الجوي. وتشمل تلك الحلول التحول العالمي بعيداً عن الزراعة الصناعية، ونحو الزراعة البيئية والممارسات الجيدة للتربة واستعادة النظم البيئية المحلية، بما في ذلك وقف إزالة الغابات. إن الإدارة الجيدة الشاملة للأرض والطبيعة تأخذنا أبعد من ذلك بكثير نحو شفاء الغلاف الجوي، وهو الأمر الذي حاربت من أجله العديد من الجهات المدافعة عن مصالح الفلاحين والشعوب في أنحاء العالم جميعها منذ فترة طويلة.

إن الحلول الحقيقية لا تولد «الطاقة المتجددة» أو منتجات قابلة للتسويق، وبالتالي فهي ليست من الناحية الفنية «انبعاثات سلبية». إنها لا تعتمد حلولاً تقنية جديدة ولامعة أو على التظاهر بتدوير الملوثات. والأهم من ذلك، أنها ليست قابلة جداً للتحويل إلى سيولة الفساد واحتكار الشركات. 

ما هو مطلوب أكثر من أي وقت مضى؟ هو أن نرى من خلال الدخان والمرايا، والتوقف عن تقديم الأموال الضخمة وضخها في شرايين الحياة للصناعات الملوثة وتبني الحلول المنطقية الواضحة من خلال تغيير نمط الإنتاج إلى نمط يكون همه الأول الإنسان والطبيعة.