دور التنوع الوراثي في التكيف مع التغير المناخي

دور التنوع الوراثي في التكيف مع التغير المناخي

تحت عنوان «الخطوط التوجيهية الطوعية لدعم إدراج التنوع الوراثي في تخطيط التكيف مع تغير المناخ على المستوى الوطني» أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من خلال هيئة الموارد للأغذية والزراعة كتابها في العام 2015.

يعتبر تغير المناخ لمختلف قطاعات الموارد الوراثية للأغذية والزراعة (النباتات والحيوانات والغابات والموارد المائية واللافقاريات والكائنات الحية الدقيقة) متعددة. إلا أن من المتوقع أيضاً أن تضطلع الموارد الوراثية للأغذية والزراعة بدور هام في التخفيف من وطأة آثار تغير المناخ والتكيف معها دعماً للجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الأمن الغذائي والتغذية. ويمكن للموارد الوراثية أن تسهم إلى حد كبير في جهودنا الرامية إلى التصدي لتغير المناخ، إلا أن مدى تغير المناخ وسرعته سيتجاوزان في كثير من الحالات قدرتنا على تحديد هذه الموارد واختيارها واستنساخها-وفي نهاية المطاف-استخدامها في الحقول.

اتخاذ القرارات والإجراءات

تغير المناخ يؤثر فعلاً في النظم البيئية الطبيعية ونظم إنتاج الأغذية. ويجب اتخاذ القرارات والإجراءات المتعلقة بإدارة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة في الوقت المناسب، إذا أريد للزراعة أن تتكيف مع آثار مناخ يتغير. ويتوقف استخدام الموارد الوراثية للأغذية والزراعة في المستقبل في التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره على ضمان بقاء الموارد ذات الصلة متاحة. 

الأساس المنطقي

إن معالجة تغير المناخ أمر أساسي لتحقيق مستقبل آمن لسكان العالم، ويجب أن يكون الأمن الغذائي في قلب هذه الجهود. ويُعِّرض تغير المناخ الزراعة والغابات ومصايد الأسماك لتهديدات وتحديات كبيرة، ويشكل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط سقوط الأمطار والزيادة في تقلب المناخ وزيادة تواتر الأحداث المناخية المتطرفة، مخاطراً على نمو الإنتاج والنظم البيئية الطبيعية ويزيد هشاشتها.

وتشمل الموارد الوراثية التي تشكل التنوع الحيوي للأغذية والزراعة تنوع واختلاف الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة التي تحافظ على هياكل النظام البيئي ووظائفه وعملياته في نظم الإنتاج وحولها. والتي توفر المنتجات الغذائية والزراعية غير الغذائية. وتمّت إدارة التنوع الموجود في نظم الإنتاج وحولها، أو التأثير عليه، من قبل الرعاة وسكان الغابات وصيادي الأسماك لعدة مئات من الأجيال، ويعكس ذلك تنوع الأنشطة البشرية والعمليات الطبيعية على حد سواء. وشكل الموارد الزراعية للأغذية والزراعة المادة الخام التي يعتمد عليها الباحثون والمجتمعات المحلية لتحسين نوعية ومخرجات الإنتاج الغذائي.

مواصلة تقديم خدمات النظام البيئي

يؤثر تغير المناخ على مدى الموارد الوراثية للأغذية والزراعة وتوزيعها وعلى التنوع الوراثي الخاص بها. وهو يهدد استمرار وجود أنواع وأصناف وسلالات توجد في أجزاء كثيرة من العالم، كما أنه يغير طبيعية نظم الإنتاج حيث توجد. وفي الوقت نفسه ينطوي التكيف مع تغير المناخ على زيادة استخدام التنوع الوراثي الموجود في هذه الموارد للحفاظ في جملة أمور - على الإنتاج الزراعي، ودعم مواصلة تقديم خدمات النظام البيئي والحفاظ على سبل العيش في ظل ظروف متغيرة. 

ويحد فقدان الموارد الوراثية للأغذية والزراعة أو الفشل في استخدام إمكاناتها من قدرة البشر على التكيف مع تغير المناخ. 

المسائل التي ينبغي معالجتها

يتم تحديد المنطقة الجغرافية ذات الاهتمام، وتحديد المسائل التي ينبغي معالجتها والخطوات المطلوبة، وتحديد سياق السياسات، وإنشاء فريق للمشروع، وعملية التشغيل، وضمان مشاركة أصحاب المصلحة، مع وضع إجراءات وخطة للاتصال.

ويتم تحليل سيناريوهات تغير المناخ الحالية والمستقبلية على المستويات الأكثر أهمية (على سبيل المثال الوطنية ودون الوطنية)، وتقييم المخاطر المباشرة على الموارد الوراثية الحالية أو المحفوظة في المناطق المحددة، وتقييم المخاطر على الزراعة والمحاصيل والثروة الحيوانية والأسماك وإنتاج الأنواع الحراجية، وتقييم المخاطر التي تهدد البيئة، والتي هي ذات صلة بصون واستخدام الموارد الوراثية.

كما يتم تقييم المخاطر على الأمن الغذائي والتغذية وسبل المعيشة الريفية والدخل والصحة، التي هي ذات صلة بصون واستخدام الموارد.

تقييم الآثار

يتم تحليل التأثيرات المتوقعة للتغيرات التنموية وغيرها من التغييرات بغض النظر عن تغير المناخ، وتحليل الأعباء الإضافية لتغير المناخ، وتحديد وتقييم خيارات الصون بما في ذلك خارج الموقع وفي الموقع وخلال نقل الموارد.

تحديد وتقييم خيارات لتغيير مكونات نظم الإنتاج أو طرقه، وتحديد وتقييم الخيارات لإدارة التغيرات البيئية. ووضع خيارات للسياسات التي ستكون هناك حاجة لها في تنفيذ برامج التكيف، وتحديد الموارد المالية اللازمة لمواجهة تحديات التكيف.

إدارة المخاطر المتعلقة بالموارد

من الضروري تطوير برنامج للرصد والتقييم يمكن أن يأخذ في الاعتبار التغيرات في نقاط الضعف ونتائج إجراءات التكيف، ووضع خطة عملية للحصول على معلومات راجعة من أجل تقييم وتعديل الضعف والتكيف.