وجدتها: في علاقتنا بالطبيعة
يقول أحد الباحثين: «إنَّ الحاجة لعلم النفس البيئي أصبحت ضروريةً لعلاج العلاقة بين الإنسان والبيئة، وتحويلِها من صراعٍ وعَناء إلى توافق وبقاء؛ فالبيئة هي الأم وليست العدو، وبدونها لا نستطيع أن نحيا حياةً طيبةً، وبدوننا لا تستطيع الطبيعة أن تستمر وتزدهر وتبقى؛ فهي علاقة أم بأبنائها، وعلاقة ابن بأمه، وقد تخيل الإنسان قديمًا أنَّ الطبيعة عدو له، فهي الأقوى وتطارده بالأمطار والبراكين والزَّلازل والأعاصير، وشعر أنه تغلَّب عليها بالتقدم والتكنولوجيا، وأصبح هو الأقوى منها وهي الأضعف، فانقلبت حالة العلاقة بينه وبينها إلى صراع بين الأقوى والأضعف.»
يبدو أن «علم النفس البيئي» هذا مطلوب منه مهام أكبر من مهام البشرية كلها في هذه المرحلة، فهو سيحل كل أسباب الصراع البشري الناجم عن الإنتاج المفرط والملوث للبيئة في سبيل الربح الفاحش، ومطلوب منه أن «يدهن البناء».
دخلت عصابة مكونة من عدة أشخاص إلى مدخل بناء خلفي، وبينما كان زعيم العصابة يوزع المهام بين أفراد العصابة، قال لأحدهم، عليك أن تقتحم المبنى وتقتل ثلاثة من الشرطة الحراس في مدخل المصرف وتجتاز الباب بالرقم السري، ثم تنشر القفل الحديدي للخزنة وتضع النقود في الكيس ريثما يصل باقي زملائك، لأخذ النقود بعد تنفيذ مهامهم خلال دقيقتين، فما كان من المكلف بهذه المهام إلا أن سأله: وهل تريد أن أدهن البناء بطريقي؟
إن هذه المهمة بالتأكيد هي مهمة البشرية جميعها من خلال الانتهاء من الرأسمالية العالمية التي توصل البشرية والطبيعة إلى طريق مسدود من خلال القضاء على الموئل الطبيعي للبشرية وجعل الأرض غير صالحة لوجود البشر عليها، وإيصال البشرية إلى نظام عالمي قائم على احترام الناس جميعها واحترام الطبيعة لأنها الموئل الأول والأخير.
ولا يمكن حل مثل هذه القضية المفصلية والجوهرية ب«النوايا الحسنة» ل«علم النفس البيئي» الذي يحمل أكثر مما يحمل، رغم ضرورة وعي الناس لكل المشاكل البيئية الخطيرة التي تهدد الأرض والبشرية.