الصحافة العلمية

الصحافة العلمية

عانت صحافتنا منذ أمد بعيد من نقص في أنواع الصحافة التي تمارس، وبقيت محصورة حتى أمد بعيد في الأنماط السياسية والثقافية والاجتماعية الأساسية ودخل عليها لاحقاً الصحافة البيئية كنوع من أنواع الصحافة العلمية بأبسط أشكالها.

لكن الصحافة العلمية ما زالت نوعاً لا يمارس إلا في دوريات متخصصة لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة ههنا.

قد نلتمس الأعذار للدوريات السورية إن لم تستطع الإحاطة لنقص في الكوادر المتخصصة في هذا المجال أو لعدم وجود توجه حقيقي بهذا الاتجاه، وينطبق ذلك حتماً على كل وسائل الإعلام السورية المرئية والمقروءة والمسموعة.

لكن ذلك لا يعفي الصحافة خصوصاً والإعلام عموماً من واجب تظهير أعمال الباحثين السوريين بشكل موضوعي. خال من مظاهر النفخ لمن هم تحت الأضواء، ومظاهر التعتيم لمن قادتهم الصدف إلى ألا يعرفوا حداً من الصحافة.

إن عملية تغطية علمية ممنهجة لأحدث أخبار العلم تعتبر دون شك دافعاً قوياً للباحثين (رغم أنه حقيقة لا تنقصهم الدوافع لتطوير العلم)، لكنها حتماً تستطيع دفع الفضول العلمي لصغار الشباب واليافعين الذين قد تشكل لهم مثل هذه التغطيات حافزاً قوياً للتقدم نحو مضمار العلم، وهي حتماً تثير شهية المستفيدين من منجزات هذه الأبحاث في المساهمة في تطوير الأفكار.

ربما من المفيد أن تقوم كليات الإعلام بالمساهمة في إضاءة هذا المجال في الإعلام والصحافة وتشجيع الإعلاميين الجدد على مثل هذا النمط من الإعلام.