وجدتها: في التوثيق والتاريخ
اعتاد المؤرخون المعاصرون في منطقتنا على تأريخ الأحداث السياسية بشكل رئيسي، كونها الحدث الأهم الذي يقود تاريخ البلاد عموماً.
واستقر في المرتبة الثانية التأريخ الاجتماعي ومن بعده الثقافي والاقتصادي وغيره. وجاء في المرتبة الأخيرة أو ما يقارب التأريخ العلمي.
ربما عاد ذلك إلى ضعف الحركة العلمية عموماً في البلاد، لكن هذا لا يعفينا من هذه المهمة حتماً.
قام الآثاريون بجهد في هذا المجال على اعتبار الصلة الوثيقة بين منطق الآثار ومنطق التأريخ، لكن الفروع الأخرى من العلم بقيت ساهية عن هذا المجال، رغم وجود جهود عريقة في الجامعات على أقل تقدير، بذلت عبر تأسيس التاريخ المعاصر لهذه العلوم في سورية وهذا ما هو بحاجة إلى مؤسسة وطنية ترعى هذا الجهد.
نعلم جميعاً أن التاريخ يكتبه المنتصرون، وهذا لن يعفي هذا التأريخ من الانحياز الممكن، بل ويمكننا أن نقول الأكيد في كتابته حسب موقف من يؤرخ، على اعتبار أن كثيراً ممن سيعنيهم التأريخ قد أصبحوا في عداد الراحلين، لكن أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون مفيدة حتماً، خاصة وإن شملت العصر الراهن مما يعني إمكانية مراجعة الأحداث من قبل صانعيها بطريقة أقرب ما تكون إلى الاحترافية والواقعية.
كثير من باحثينا الذين أسسوا البحث العلمي في سورية ما زالوا أحياء يرزقون، أو لم يهاجروا بعد إنها فرصة كبيرة إن أردنا تحقيق خطوة أولى في هذا الاتجاه.