الأغذية العضوية أغنى بالمواد المضادة للأكسدة وأفقر بالمعادن السامة والمبيدات أدلة دامغة
تعود زيادة الطلب على الأغذية العضوية جزئيا إلى تصورات المستهلكين بأنها مغذية أكثر من غيرها. وقد أظهرت دراسة حديثة نشرت في الدورية البريطانية للتغذية ، وهي مجلة دولية رائدة في علوم التغذية، أن المحاصيل العضوية والأطعمة القائم على هذه المحاصيل هي أغنى ب 18-69 في المئة في عدد من المواد المضادة للاكسدة الرئيسية مثل عديدات الفينول بالمقارنة مع المحاصيل التي تزرع بشكل اعتيادي.
التعرض للأمراض المزمنة، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية والعصبية وبعض أنواع السرطان. وخلص فريق البحث إلى أن التحول إلى أكل الفاكهة والخضروات والحبوب العضوية- والمواد الغذائية المصنوعة منها- من شأنه أن يؤمن مواد مضادة للاكسدة إضافية بما يعادل تناول ما بين جزء واثنين إضافيين من الفواكه والخضراوات يوميا.
وعلاوة على ذلك، تم العثور على مستويات أقل بكثير من مجموعة من المعادن الثقيلة السامة في المحاصيل العضوية. على سبيل المثال، الكادميوم هي واحدة من مجموعة الملوثات المعدنية الثلاثة فقط، جنبا إلى جنب مع الرصاص والزئبق، التي وضعت المفوضية الأوروبية الحد الأقصى المسموح به مستويات التلوث في الغذاء. وقد وجد أنها أقل بما يقارب من 50 في المئة في المحاصيل العضوية.
بقايا المبيدات
وقد وجد أن تركيز الآزوت أيضا أقل بكثير في المحاصيل العضوية. وكان تركيز الآزوت الكلي 10 في المئة، 30 في المئة نترات ونتريت أي أنه 87 في المئة أقل في المحاصيل العضوية مقارنة بالمحاصيل الاعتيادية. وجدت الدراسة أيضا أن بقايا المبيدات كانت أكثر أربع مرات في المحاصيل الاعتيادية من تلك العضوية.
هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها وقام بها فريق دولي من الخبراء بقيادة جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة بتحليل 343 دراسة في الاختلافات التركيبية بين المحاصيل العضوية والاعتيادية.
يقول كارلو لايفرت، أستاذ الزراعة البيئية في جامعة نيوكاسل: «توضح هذه الدراسة أن اختيار الأغذية المنتجة وفقا للمعايير العضوية يمكن أن يؤدي إلى زيادة كمية المواد المضادة للاكسدة المرغوب بها من الناحية التغذوية وخفض التعرض للمعادن الثقيلة السامة. وهذا يشكل إضافة هامة إلى المعلومات المتاحة حاليا للمستهلكين والتي كانت حتى الآن مربكة وفي كثير من الحالات متضاربة».
واستخدمت أساليب جديدة لتحليل البيانات. وتستند هذه النتائج على تحليل أكثر توسعاً لمحتوى المغذيات العضوية في ظل منافسة الأغذية المنتجة بشكل اعتيادي، وتجري مراجعة الأدبيات المنهجية الجديدة الرائدة والتحليل العالي من قبل فريق دولي.
هيئة الرقابة المالية
وتتعارض النتائج مع نتائج تلك الدراسة التي أجريت عام 2009 في المملكة المتحدة بتكليف من قبل وكالة المعايير الغذائية (FSA)، تلك الدراسة التي لم تجد فروقاً جوهريةً أو فوائد غذائية كبيرة للأغذية العضوية. وذلك بتكليف من هيئة الرقابة المالية في دراسة استندت استنتاجاتها على 46 نشرة فقط تغطي المحاصيل واللحوم ومنتجات الألبان، بينما يقوم فريق جامعة نيوكاسل الآن بالتحليل العالي بناءً على بيانات 343 نشرة تستعرض الفروق بين المحاصيل العضوية والاعتيادية.
ويواصل الأستاذ لايفرت: «إن الفرق الرئيسي بين الدراستين هو الوقت. وكانت البحوث في هذا المجال بطيئة ونحن لدينا بيانات متاحة الآن أكثر بكثير مما كانت عليه منذ خمس سنوات».
وأضاف الدكتور جافين ستيوارت، وهو محاضر في تجميع الأدلة والخبير في التحليل العالي في فريق نيوكاسل: "قاعدة أكبر من ذلك بكثير الأدلة المتاحة في هذا التوليف يسمح لنا باستخدام الأساليب الإحصائية أكثر ملاءمة لاستخلاص استنتاجات أكثر تحديدا فيما يتعلق بالاختلافات بين المحاصيل العضوية والاعتيادية"
ويوضح الأستاذ تشارلز بينبروك، أحد مؤلفي الدراسة وأحد كبار العلماء التي يوجد مقرها في جامعة ولاية واشنطن،:
معلومات متضاربة
«نتائجنا هي ذات أهمية كبيرة، وسوف تساعد العلماء والمستهلكين على حد سواء من خلال فرز المعلومات المتاحة حاليا على كثافة المغذيات من الأطعمة ذات الأصل النباتي العضوية والتقليدية كثيرا ما تكون متضاربة."
ويخلص الأستاذ لايفرت: «لقد تشعب النقاش حول الأغذية العضوية مقابل غير العضوية لعقود حتى الآن، ولكن الأدلة التي تعطيها هذه الدراسة وهي أدلة ساحقة تدل على أن الأغذية العضوية هي الأعلى في المواد المضادة للاكسدة والأقل في المعادن السامة والمبيدات الحشرية.» وقاعدة البيانات المستخدمة لهذا التحليل بأكملها متاحة مجانا للجمهور.
من موقع غلوبال ريسيرش