منظمة الصحة العالمية تحذر : عصر ما بعد المضادات الحيوية بات وشيكاً
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً جديداً، وهو أول تقرير يتناول مقاومة المضادات الحيوية على الصعيد العالمي، ويكشف عن أن هذا التهديد الخطير لم يعد مجرد تنبؤ للمستقبل بل إنه واقع بالفعل الآن في كل إقليم من أقاليم العالم، ويمكن أن يمس كل فرد في أي سن وفي أي بلد. فمقاومة المضادات الحيوية، والتي تحدث عندما تطرأ تغيرات على الجراثيم فتفقد المضادات الحيوية مفعولها لدى من يحتاجون إليها لعلاج العدوى، تشكل الآن تهديداً كبيراً للصحة العمومية.
وذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن العالم في خطر جسيم الآن بسبب دخول عصر ما بعد المضادات الحيوية. «عصر المضادات الحيوية -حيث يمكن لأي إصابة طفيفة أن تقتلنا- دون أن يكون ذلك مجرد خيال مروع، بل هو احتمال حقيقي جدا في القرن الحادي والعشرين»، وحذر التقرير المدمر الصادر عن منظمة الصحة العالمية من أن المرضى ومقدمي الرعاية يلاحظون بالفعل أن المضادات الحيوية الموصوفة ببساطة لا تعمل بعد الآن. وأنه حتى الآن، ليس تكرار التهابات الجيوب الأنفية أو عدوى المسالك البولية التي لا تنفع فيها المضادات الحيوية الموصوفة سوى غيض من فيض.
ليست المرة الأولى
وهي ليست مرة الأولى التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية اقتراب حالة الطوارئ من المضادات الحيوية. في عام 2012، قدمت المدير العام الدكتورة مارغريت تشان لمنظمة الصحة العالمية كلمة رئيسية قوية جداً في كوبنهاغن، الدنمارك في مؤتمر حول مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. حذرت تشان:
«عصر ما بعد المضادات الحيوية يعني، في الواقع ، ووضع حد للطب الحديث كما نعرفه. أشياء شائعة مثل التهاب الحلق أو خدش في ركبة الطفل قد تقتل مرة أخرى».
يعلم مسؤولو الصحة هذا يمكن أن يحدث. بعد أربع سنوات فقط من بداية إنتاج شركات الأدوية الضخم البنسلين في عام 1943، بدأت البكتيريا في بناء المقاومة له. وقال السير الكسندر فليمنغ ، المكتشف العرضي للمضاد الحيوي البنسلين ،لصحيفة نيويورك تايمز في عام 1945، «إن أعظم إمكانية الشر في التطبيب الذاتي هو استخدام جرعات صغيرة جدا، بحيث أنه بدلا من ازالة العدوى تتعلم الميكروبات لمقاومة البنسلين.»، إن شدة المقاومة للمضادات الحيوية واضحة ومروعة كما يظهر التقرير النقدي لمنظمة الصحة العالمية.
البكتريا القولونية
قال الدكتور كيجي فوكودا مساعد المدير العام للأمن الصحي في منظمة الصحة العالمية في بيان، «دون ، العمل المنسق العاجل من قبل العديد من أصحاب المصلحة، يتوجه العالم إلى عصر ما بعد المضادات الحيوية، والتي الأمراض الشائعة والإصابات الطفيفة التي كانت قابلة للعلاج على مدى عقود يمكن أن تقتل مرة أخرى». حذر فوكودا أنه، بالفعل لا يمكن علاج بعض الالتهابات البكتيرية من قبل المضادات الحيوية عن طريق الفم وأصبحت تتطلب دخول المستشفى. وتشمل هذه الالتهابات حاليا الإسهال الناجم عن البكتيريا التي كان يمكن علاجها سابقاً و التهابات المسالك البولية، وحذرت منظمة الصحة العالمية. مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية في فئة الفلوروكينولون المنتشر فعلياً على نطاق واسع جداً، مما يجعل معالجة البكتريا القولونية الشائعة غير فعال في أكثر من نصف عدد المرضى في بعض المناطق. وذكرت صحيفة الجارديان أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية هي الآن القاتل الآن أكثر شراسة من الإيدز.
معاجين الأسنان
وقد جاءت تحذيرات في العام الماضي من الصابون المضاد للبكتيريا بسبب تحذير منظمة الصحة العالمية... والأسوأ من ذلك في مكافحة البكتيريا. أن التريكلوسان Tricolsan، وهو المواد الكيميائية المضادة للبكتيريا المضافة إلى الصابون المستخدمة في معظم الحمامات العامة وغيرها من المنتجات بما في ذلك معاجين الأسنان، وجدت فقط لتشجيع مستعمرات المكورات العنقودية الأنفية. وفقا لمجلة ScienceNews، «أجرى عالم الجراثيم بليز بولس ، من جامعة ميشيغان وزملاؤه مسوحات أنوف من 90 من البالغين و جدوا أنه المواد التي تحتوي على التريكلوسان يمكن أن تضاعف احتمالات تعرض الشخص لنزلات تحمل المكورات العنقودية. فالميكروبات قد تكيفت مع التريكلوسان، وهو يسمح لهم بالثبات في الأنف».
مطهرات الأيدي
تقدم مطهرات اليد أيضا مساعدة تذكر. نشرت المجلة الأمريكية للتحكم بالأمراض المعدية دراسة عام 2008 أظهرت أنه في حين قد يقتل المطهر 99.99٪ من الجراثيم ، فهو جزء من السبب في أننا نخسر الحرب المضادة للبكتيريا. ويؤكد الباحثون أن المنتجات القائمة على الكحول، تزيد إنتاج الأغشية الحيوية وإمكانية إمراض المكورات العنقودية.
لدى الأطفال والمراهقين
يبدو أن استخدام المضادات الحيوية لالتهابات يزيد أيضا من فرص الفرد في تطوير عدوى لاحقة في وقت لاحق. أشارت أكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في تقرير صحفي مقتضب «حسب دراسات الباحثين الكنديين في مجلة أرشيف طب الأطفال والمراهقين أن خطر إيواء المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين هي أعلى بمقدار ثلاثة أضعاف بين الأطفال الذين تناولوا واحد أو أكثر من المضادات الحيوية خلال شهر إلى ستة أشهر من تشخيص العدوى. تم ربط عدد المضادات الحيوية المأخوذة مباشرة مع خطر العدوى، والذين حصلوا على ما لا يقل عن أربع وصفات تمت زيادة المخاطر ب 18 ضعفاً لهذه الجرثومة، كما وجدت دراسة عن الأطفال في المملكة المتحدة».
في الإنتاج الحيواني
وقد كان مصدر القلق الأكبر كما ذكر الدكتور تشان في التقرير الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية ، هو استخدام المضادات الحيوية في الإمدادات الغذائية. «في جميع أنحاء العالم،هناك حقيقة وهي أن كميات المضادات الحيوية التي تستخدم في الحيوانات السليمة هي أكبر من تلك المستخدمة في البشر غير الأصحاء وهذا مدعاة للقلق الشديد». قدم مسؤول منظمة الصحة العالمية بعض الأمل في التعافي رغم ذلك، «أظهرت الحكومة الدنماركية و بيانات الصناعة أن إنتاج الثروة الحيوانية و الدواجن ازداد بالفعل بعد الحظر، بينما تراجعت مقاومة المضادات الحيوية في المزارع واللحوم».
نظرا لإلحاح في أحدث تحذير لمنظمة الصحة العالمية، ما هي الخطوات التي ستتخذها للتخفيف من آثار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في حياتك؟
عن موقع المحقق inquisitor بتصرف