وجدتها: ذكريات التعلم
متى كانت المرة الأولى التي تعلمت فيها ذاتياً؟ دون معلم أو أم أو أب؟
يبدأ شريط الذكريات بالتسلسل لتلتمع ذكرى أول استمتاع بالفكرة، ببريق الشعور بارتفاع مستوى هرمون السعادة في جسمك، ليس بسبب طعام أو شراب أو عاطفة جياشة، إنما بسبب متعة ونشوة الفكرة الجديدة.
قد لا تصدق أن هناك شخصاً ما لم يشعر بهذه النشوة ولو في مرحلة الطفولة، لكن الكثيرين من الناس يفقدون هذه المتعة مع التقدم في العمر ومع الدخول في معترك الحياة، وتصبح ذكرى هذه المتعة غائمة بعيدة كل البعد.
متعة العلم هي جزء من هذه العملية، وفقدان هذه المتعة يمنع من الوصول إلى متعة الفكرة الجديدة ويجعل المرور في هذه الحياة كسحابة صيف، تكرست هذه السحابات الصيفية الكثيرة في جيل واسع وعريض، أُجبر على التلقين والحفظ والببغائية ومُنع من محاولة الوصول إلى متع تتعلق بالعقل، وكأنما متعة التفكير نوع من الحرام أو نوع من الإدمان الذي يُخشى منه إن تفشى أن يصبح داءً معدياً يفتح عقول البشر، ويسبب تغيرات في تركيبة الوعي الجمعي، تنقلنا إلى مكان مختلف أكثر روعة وإدهاشاً.