وجدتها: في أنثوية العلم
لم يكن مصادفة اختيار مريم الأسطرلابي في هذه الصفحة بالذات في إشارة إلى واحدة من العالمات، قدمت أحد أهم الاختراعات في عصر النهضة في القرن الحادي عشر الميلادي، في واحدة من كبرى مدن الشرق «حلب»
وليس ذلك من باب «الدفاع عن حقوق المرأة» أو التباهي بإنجازات «المرأة العربية» كما يحلو للبعض، ولكن من باب التذكير أن للحياة وجهين دوماً، وليس في ذلك إدانة لما قدمه أي من علمائنا.
قرأت منذ فترة كتاباً بعنوان أنثوية العلم للكاتبة «ليندا يوجين شيفرد» تتحدث فيه عن العلم من منظور الفلسفة النسوية، حيث تجري الموازنة بين القيم الذكورية السائدة في العلم والمقابل الأنثوي المطمور المخفي المحجوب، وجدوى العمل على إظهاره هوكيف سيغنم العلم مغنماً وفيراً منه ومن التكامل بين الجانبين، وتؤكد فيه الكاتبة على ارتباط أنثوية العلم بنمو المدرسة البيئية في العلم، التي تشدد على دور أقل عدائية للعلم تجاه الطبيعة والإنسان، قد يظهر الأمر وكأن هناك نوعين من البشر على هذه الأرض هما نوع عدائي لا يهمه سوى الربح ونوع «حنون» يهتم دوماً؟ بما هو خير لأمنا الطبيعة وليست الصورة على ما هي عليه، فهذا كما العادة نوع من تقسيم الأدوار المسبق الذي يغطي الصورة النمطية التي يجب أن تبقى عليها، ليس الموضوع هو من باب التفضيل والمقارنة ومن هو أفضل ومن هو أسوأ، إنه يتعلق بالتنوع والغنى، فكلما تنوعت نظرات البشر إلى العلم والطبيعة، إلى تطبيقات العلم على حياتنا تذكرنا أننا بشر نعيش على هذا الكركب في مركب واحد، نعيش ونغرق.