ماذا عن (الثورة الخضراء) ؟
أسسها الدكتور نورمان بورلوغ, لذا عرف باسم أبي الثورة الخضراء، ولد نورمان ارنست بورلوغ في عام 1914 في مزرعة قرب Cresco، ولاية ايوا. بعد دراسة الغابات وأمراض النبات في جامعة مينيسوتا، حصل على البكالوريوس والماجستير وشهادة الدكتوراه في عام 1942. وبعد عامين في علم الاحياء الدقيقة، أخذ على عاتقه التحدي المتمثل في قيادة جهود تحسين القمح من البرنامج الزراعي التعاوني المكسيكي، الذي ترعاه الحكومة المكسيكية، وجدت المعرفة العلمية للدكتور بورلوغ تعبيرها في مهمة إنسانية وهو تطوير أصناف محسنة من الحبوب لإطعام الجياع في العالم،
عمل الدكتور بورلوغ في الحقول جنباً إلى جنب مع عمال المزارع، والطلاب، والمتدربين، تقاسم معرفته فضلا عن العمل على إنتاج المحاصيل الغذائية. خلال سنواته العشرين في المكسيك، حيث قام الدكتور بورلوغ وزملاؤه بالحصول على صنف قمح قزم يمكن أن ينتج كميات كبيرة من الحبوب، ومقاوم للأمراض، ومقاوم للسكون ورقدان الساق الذي غالبا ما يحدث في الحبوب عالية الغلة.
تحت إشراف الدكتور بورلوغ، زرع هذا القمح الجديد محققاً نجاحاً كبيراً، ليس فقط في المكسيك، ولكن أيضا في الهند والباكستان. وفي السنوات اللاحقة، تم زرع القمح في دول أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، والشرق الأدنى والأوسط، وأفريقيا.
في عام 1964، تم تعيين الدكتور بورلوغ مديراً لبحوث القمح وبرنامج الإنتاج في معهد الذرة الدولي ومركز تحسين القمح CIMMYT)) بالقرب من مكسيكو سيتي. هذا الموقف سمح له بتوسيع مهمة تعليمه. وقال إنه يشاطر معرفته الهائلة من طرائق البحث والإنتاج مع الآلاف من العلماء الشباب من جميع أنحاء العالم، من خلال الاهتمام بالإنتاج الزراعي في بلدانهم بأفكار جديدة وإنتاجية جديدة.
وعلى الرغم من حصوله على جائزة نوبل للسلام في عام 1970، بقي يكرم على مر السنين ويمنح العديد من شهادات التقدير من الجامعات والحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم، بعد الفوز بهذا الشرف الكبير بقي د. بورلوغ رجلاً متواضعاً للغاية وعملياً يعمل على رفع إنتاج الأقماح وإنتاجيتها كما كان عليه من قبل. واعتبر بانه أنقذ حياة الكثيرين في العالم من خلال عمله الدائم لمكافحة الفقر أكثر من أي شخص آخر في تاريخ البشرية، ويعتبر أن أغلى تحية له في حياته تسمية أحد الشوارع باسمه تكريما له في مدينة سيوداد أوبريغون، سونورا، المكسيك.
وفي الذكرى المئوية لعيد ميلاد المرحوم الدكتور نورمان بورلوغ، عام 2014, والد الثورة الخضراء، تسعى مبادرة بورلوغ 100 إلى تمهيد الطريق لمساعدة جيل جديد لتحقيق إمكاناتهم لمحاربة الجوع والفقر في العالم, لذا تقام سنويا منذ 2005 ورشات عمل فنية في مجال أمراض الحبوب وفي مجال إصابات الصدأ حيث استبدل المبادرة العالمية بشأن الصدأ (GRI) التي أنشئت كإحدى نتائج تقرير فريق الخبراء من سباق سلالة Ug99 في كينيا وإثيوبيا واحتمال تأثير في المناطق المجاورة وما وراءها.
منذ أيار 2005 تهدف المبادرة العالمية لبورلوغ بشأن الصدأ (BGRI) التي أسسها المرحوم الدكتور نورمان بورلوغ لتطوير نظام دولي مستدام منهجي لوقف وخفض واحتواء انتشار تهديدات أصداء القمح (الصدأ الأصفر وصدأ الورقة وصدأ الساق) ومواصلة التحسينات على الإنتاجية المطلوبة للقمح.
لذا تقام ورشات عمل دورية تجمع كل الباحثين في العالم العاملين على أمراض الصدأ والداعم الأساس لها كل من الفاو (المنظمة العالمية للزراعة والغذاءFAO ) والسميت (مركز تحسين القمح العالمي CIMAT) وايكاردا (المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ICARDA) وجامعة مينيسوتا حيث عقدت الورشات الفنية في، 2010، في المدينة التاريخية من سان بطرسبرج روسيا وفي 2011، في بكين الصين وفي 2012. بعنوان «استراتيجيات لمقاومة الصدأ الدائم في تربية الحبوب» في الهند في 2013 «إطعام العالم... الطاقة من أجل الحياة»، وقد مثلت د. شعلة خاروف سورية بورقة عمل في ورشة العمل الأخيرة في الهند من خلال تعريف لسلالات الصدأ الأصفر التي انتشرت في موسم 2009.