الفلورايد.. سم زعاف
تتدفق إلى أذهاننا حالما تٌقال كلمة فلورايد صور كثيرة لابتسامات سعيدة بأسنان بيضاء ناصعة، وأعداد كبيرة من الإعلانات التي تسوق لمعاجين الأسنان ومستحضرات تبييض الأسنان الغنية بالفلورايد، والتي تزعم أنه العنصر الذي سيبعدنا عن طبيب الأسنان.
كما تسوق كثير من شركات المياه المعبأة أنها أخذت على عاتقها التبرع بإضافة كميات من الفلورايد إلى المياه لتعقيمها من جهة، وللمساعدة على الحفاظ على صحة المستهلك من جهة أخرى.
ويتواجد الفلورايد في مواضع أخرى أيضاً، فنجده في سم الفئران، ونجده في غاز السارين وفي بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب!!!
هل يحمي الأسنان حقا؟!
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر البلدان اتباعا للفلورة في تعقيم المياه بنسبة 66% من ولاياتها، في حين 98% من غرب أوروبا رفضت هذه الطريقة في تعقيم المياه، ومع ذلك فإن أبحاثاً أجريت لتحديد مستوى صحة الأسنان لأطفال الولايات المتحدة الأمريكية ولأطفال البلدان الأوروبية التي لا تستخدم الفلورة للتعقيم وتبين أن لا فروق بينهما. كما تعتبر ايرلندا من البلدان الأكثر استخداماً للفلورايد، سواء في تعقيم المياه أو في المستحضرات الطبية السنية، ومع ذلك لم تسجل سجلاتهم الصحية تفوقاً يذكر في صحة الأسنان، بل على العكس من ذلك، فقد زخرت السجلات الصحية لهم بنسب مرتفعة من سرطانات العظام بنسبة 40% بالمقارنة مع المناطق التي لا تستخدم الفلورايد لتعقيم المياه.*1
سم للجرذان
دُمرت الحياة المهنية للدكتورة فيليس مولينكس المختصة في علم العقاقير من جامعة كانساس، والباحثة في علم السميات العصبية بعد أن أجرت تحقيقاً حول الآثار السامة للفلورايد، وكانت قد نشرت بعض نتائجها في ورقة عمل بعنوان « الآثار السمية العصبية لفلورايد الصوديوم على الجرذان»*2 في مجلة محكمة*3، وقد خضع بحثها لتحكيم عدد مضاعف من المدققين، ليوافق على نشرها فيما بعد..وكانت النتيجة أنها طردت من عملها في مركز طب الأسنان forsyth dental center وتوقف التمويل الكبير الذي كانت تتلقاه بوصفها باحثة في هذا المجال الهام، والذي كانت تنوي توظيفه لتعميق بحثها في هذا المجال وأثره على صحة الإنسان.
نقص مستوى الذكاء
تؤكد الدكتورة مولينكس في دراستها أن وضع فلوريد الصوديوم في مياه الشرب للحيوانات الصغيرة، سيؤدي مع مرور الوقت - وهذا يعني فترة أسابيع بالنسبة لحياة الجرذان -إلى تغييرات في الأنماط السلوكية، وتوضح بأن المقصود هو نمط قصور في النشاط. وما أثار انتباه مولينكس والتي عملت لفترة طويلة في مستشفى الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد في أقسام الطب النفسي وقسم أمراض الأعصاب أن هذه الأعراض كانت مماثلة جداً لتلك التي كانت قد درستها في المواد أو الأدوية التي تستخدم لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد عند الأطفال، والتي تسببت سريرياً بقصور في النشاط كما أنها تسبب نقصاً في مستوى الذكاء IQ.
سهل الانقياد
ولا يعتبر بحث الدكتورة مولينكس الوحيد في هذا المجال، إذ تشير العديد من الأبحاث إلى أن سرطان العظام من المشكلات التي ترتبط بالفلورايد الذي يسبب تراكماً سمياً في العظام، كما أنه يخفض من مستويات هرموني الاستروجين والتستسترون، ويستخدم في أدوية الاكتئاب الحاد وبعض الأمراض العصبية للتخفيف من العدوانية وتخميد الدوافع، مما يجعل المرء سهل الانقياد.ومن العقارات الشائعة الاستخدام والمعروفة كمخفف للتوتر والقلق عقار البروزاك، والعنصر النشط فيه هو الفلورايد، والذي يسبب الأثر نفسه من تخميد النشاط.
غاز السارين
إن فلوريد الصوديوم الذي يعتقد الكثير من الناس بأنه وجد ليحل مشكلات تسوس الأسنان، هو في الواقع منتج ثانوي سام لصناعات الألمنيوم لمناجم الفوسفات، وقد استخدم بداية في بعض مبيدات الحشرات والطفيليات والجرذان..والآن وصل إلى معاجين أسناننا، ولتصنيع غاز الأعصاب السارين.
يتساءل المرء، لماذا يدخلون السموم في تفاصيل حياتنا؟! والجواب دائماً في بنية النظام الرأسمالي الذي يرانا سلعاً لا بشراً، إنه نظام مافيوي متكامل، فالطب وعلوم العقاقير صار لها لوبيات وشركات عابرة للقارات..فأين المفر؟!
.........................................
هوامش:
1- المصدر: موقع حزب الخضر في بريطانيا.
2- Neurotoxicity of sodium fluoride in rats - Phyllis J. Mullenix
3- Neurotoxicology and Teratology, Vol. 17, No. 2, pp. 169-177, 1995